الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                      490- وقال: (ذلكم فذوقوه وأن للكافرين) كأنه جعل "ذلكم" خبرا لمبتدأ أو مبتدأ أضمر خبره حتى كأنه قال: "ذلكم الأمر" أو "الأمر ذلكم". ثم قال: (وأن للكافرين عذاب النار) أي: الأمر ذلكم وهذا، فلذلك انفتحت "أن". ومثل ذلك قوله: (وأن الله موهن كيد الكافرين) [18] وأما قول الشاعر: [ الأحوص الأنصاري ]:


                                                                                                                                                                                                                      (235) ذاك وإني على جاري لذو حدب أحنو عليه كما يحنى على الجار

                                                                                                                                                                                                                      فإنما كسر "إن" لدخول اللام. قال الشاعر: [ طرفة بن العبد ]:


                                                                                                                                                                                                                      (236) وأعلم علما ليس بالظن أنه     إذا ذل مولى المرء فهو ذليل
                                                                                                                                                                                                                      وإن لسان المرء ما لم تكن له     حصاة على عوراته لدليل

                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 347 ] فكسر الثانية لأن اللام بعدها. ومن العرب من يفتحها لأنه لا يرى أن بعدها لاما وقد سمع مثل ذلك من العرب في قوله: (أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور وحصل ما في الصدور إن ربهم بهم يومئذ لخبير) ففتح وهو غير ذاكر للام وهذا غلط قبيح.

                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية