[ ص: 346 ] سورة "الحجرات"
بسم الله الرحمن الرحيم
يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم
1 - يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا ؛ "قدمه"؛ و"أقدمه"؛ منقولان بتثقيل الحشو؛ والهمزة؛ من "قدمه"؛ إذا تقدمه؛ في قوله (تعالى): يقدم قومه ؛ وحذف المفعول ليتناول كل ما وقع في النفس مما يقدم من القول؛ أو الفعل؛ وجاز ألا يقصد مفعول؛ والنهي متوجه إلى نفس التقدمة؛ كقوله: وهو الذي يحيي ويميت أو هو من "قدم"؛ بمعنى "تقدم"؛ كـ "وجه"؛ بمعنى "توجه"؛ ومنه مقدمة الجيش؛ وهي الجماعة المتقدمة منه؛ ويؤيده قراءة يعقوب: "لا تقدموا"؛ بحذف إحدى تاءي "تتقدموا"؛ بين يدي الله ورسوله ؛ حقيقة قولهم: "جلست بين يدي فلان"؛ أن تجلس بين الجهتين المسامتتين ليمينه وشماله؛ قريبا منه؛ فسميت الجهتان "يدين"؛ لكونهما على سمت اليدين؛ مع القرب منهما؛ توسعا؛ كما يسمى الشيء باسم غيره؛ إذا جاوره؛ وفي هذه العبارة ضرب من المجاز الذي يسمى "تمثيلا"؛ وفيه فائدة جليلة؛ وهي تصوير الهجنة؛ والشناعة فيما نهوا عنه من الإقدام على أمر من الأمور؛ دون الاحتذاء على أمثلة الكتاب والسنة؛ ويجوز أن [ ص: 347 ] يجرى مجرى قولك: "سرني زيد وحسن حاله"؛ أي: "سرني حسن حال زيد"؛ فكذلك هنا المعنى "بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم"؛ وفائدة هذا الأسلوب الدلالة على قوة الاختصاص؛ ولما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الله بالمكان الذي لا يخفى؛ سلك به هذا المسلك؛ وفي هذا تمهيد لما نقم منهم؛ من رفع أصواتهم فوق صوته - صلى الله عليه وسلم -؛ لأن من فضله الله بهذه الأثرة؛ واختصه هذا الاختصاص؛ كان أدنى ما يجب له من التهيب؛ والإجلال؛ أن يخفض بين يديه الصوت؛ وعن أن أناسا الحسن فنزلت؛ وأمرهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يعيدوا ذبحا آخر؛ وعن ذبحوا يوم الأضحى قبل الصلاة؛ - رضي الله عنها - أنها نزلت في النهي عن عائشة صوم يوم الشك؛ واتقوا الله ؛ فإنكم إن اتقيتموه عاقتكم التقوى عن التقدمة المنهي عنها؛ إن الله سميع ؛ لما تقولون؛ عليم ؛ بما تعملون؛ وحق مثله أن يتقى .
تفسير سورة الحجرات
- تفسير قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم
- تفسير قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض
- تفسير قوله تعالى إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة وأجر عظيم
- تفسير قوله تعالى إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون
- تفسير قوله تعالى ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيرا لهم والله غفور رحيم
- تفسير قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين
- تفسير قوله تعالى واعلموا أن فيكم رسول الله لو يطيعكم في كثير من الأمر لعنتم ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم
- تفسير قوله تعالى فضلا من الله ونعمة والله عليم حكيم
- تفسير قوله تعالى وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء
- تفسير قوله تعالى إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون
- تفسير قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن
- تفسير قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا
- تفسير قوله تعالى يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم
- تفسير قوله تعالى قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم وإن تطيعوا الله ورسوله
- تفسير قوله تعالى إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون
- تفسير قوله تعالى قل أتعلمون الله بدينكم والله يعلم ما في السماوات وما في الأرض والله بكل شيء عليم
- تفسير قوله تعالى يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين
- تفسير قوله تعالى إن الله يعلم غيب السماوات والأرض والله بصير بما تعملون