الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      القول في تأويل قوله تعالى :

                                                                                                                                                                                                                                      [ 172 ] الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم

                                                                                                                                                                                                                                      الذين استجابوا لله والرسول أي : دعوة الله ورسوله إلى الخروج في طلب أبي سفيان إرهابا له : من بعد ما أصابهم القرح بأحد : للذين أحسنوا منهم بطاعته : واتقوا مخالفته : أجر عظيم روى البخاري عن عائشة - رضي الله عنها - في هذه الآية ، قالت لعروة : يا ابن أختي ! كان أبواك منهم : الزبير وأبو بكر رضي الله عنهما . لما أصاب نبي الله - صلى الله عليه وسلم - ما أصابهم يوم أحد ، وانصرف عنه المشركون ، خاف أن يرجعوا فقال : من يذهب في أثرهم ؟ فانتدب منهم سبعون رجلا فيهم أبو بكر والزبير ، قال أبو هشام : ولما ثنى معبد أبا سفيان ومن معه - كما تقدم - مر بأبي سفيان ركب من عبد القيس ، فقال : أين تريدون ؟ [ ص: 1039 ] قالوا : نريد المدينة ، قال : ولم ؟ قالوا : نريد الميرة ، قال : فهل أنتم مبلغون عني محمدا رسالة أرسلكم بها إليه ، وأحمل لكم هذه غدا زبيبا بعكاظ إذا وافيتمونا ؟ قالا : نعم ، قال : فإذا وافيتموه فأخبروه أنا قد جمعنا المسير إليه وإلى أصحابه لنستأصل بقيتهم ، فمر الركب برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو بحمراء الأسد ، فأخبروه بالذي قال أبو سفيان وأصحابه ، فقالوا : حسـبنا الله ونعم الوكيل ، فأنزل الله تعالى في ذلك :

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية