الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قوله - عز وجل -:

وذروا ظاهر الإثم وباطنه إن الذين يكسبون الإثم سيجزون بما كانوا يقترفون

هذا نهي عام من طرفيه؛ لأن الإثم يعم الأحكام والنسب اللاحقة للعصاة عن جميع المعاصي؛ والظاهر والباطن يستوفيان جميع المعاصي؛ وقد ذهب المتأولون إلى أن الآية من ذلك في مخصص؛ فقال السدي : ظاهره الزنا الشهير الذي كانت العرب تفعله؛ وباطنه اتخاذ الأخدان؛ وقال سعيد بن جبير : الظاهر ما نص الله تعالى على تحريمه من النساء؛ بقوله تعالى حرمت عليكم أمهاتكم ؛ الآية؛ وقوله تعالى ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم ؛ الآية؛ والباطن الزنا.

قال القاضي أبو محمد - رحمه الله -: يريد التعري الذي كانت العرب تفعله في طوافها؛ قال قوم: الظاهر الأعمال؛ والباطن المعتقد.

قال القاضي أبو محمد - رحمه الله -: وهذا حسن؛ لأنه عام.

ثم توعد تعالى كسبة الإثم بالمجازاة على ما اكتسبوه من ذلك؛ وتحملوا ثقله؛ و"الاقتراف": الاكتساب.

التالي السابق


الخدمات العلمية