الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                      494- وقال: (اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك) فنصب: (الحق) لأن: (هو) - والله أعلم - جعلت ها هنا صلة في

                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 348 ] الكلام زائدة توكيدا كزيادة: (ما) . ولا تزاد إلا في كل فعل لا يستغني عن خبر، وليست:(هو) بصفة لـ: (هذا) لأنك لو قلت: "رأيت هذا هو" لم يكن كلاما ولا تكون هذه المضمرة من صفة الظاهرة ولكنها تكون من صفة المضمرة في نحو قوله: (ولكن كانوا هم الظالمين) و: (تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا) لأنك تقول: "وجدته هو وأتاني هو" فتكون صفة، وقد تكون في هذا المعنى أيضا غير صفة ولكنها تكون زائدة كما كان في الأول. وقد تجرى في جميع هذا مجرى الاسم فيرفع ما بعده إن كان ما قبله ظاهرا أو مضمرا في لغة لبني تميم في قولهم: (إن كان هذا هو الحق) : (ولكن كانوا هم الظالمون) و: (تجدوه عند الله هو خير وأعظم أجرا) كما تقول: "كانوا آباؤهم الظالمون" وإنما جعلوا هذا المضمر نحو قولهم "هو وهما وأنت" زائدا في هذا المكان ولم يجعل في مواضع الصفة لأنه فصل أراد أن يبين به أنه ليس بصفة ما بعده لما قبله ولم يحتج إلى هذا في الموضع الذي لا يكون له خبر.

                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية