الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
معرفة التابعين


817 . والتابع اللاقي لمن قد صحبا وللخطيب حده أن يصحبا

[ ص: 159 ]

التالي السابق


[ ص: 159 ] اختلف في حد التابعي ، فقال الحاكم وغيره إن التابعي من لقي واحدا من الصحابة فأكثر ، وسيأتي نقل كلام الحاكم في البيت الذي يلي هذا ، وعليه عمل الأكثرين. وقد ذكر مسلم وابن حبان سليمان بن مهران الأعمش في طبقة التابعين وقال ابن حبان أخرجناه في هذه الطبقة ; لأن له لقيا وحفظا رأى أنس بن مالك ، وإن لم يصح له سماع المسند عن أنس انتهى وقال علي بن المديني لم يسمع من أنس ، وإنما رآه رؤية بمكة يصلي وليس له رواية في شيء من الكتب الستة عن أحد من الصحابة إلا عن عبد الله بن أبي أوفى في سنن ابن ماجه فقط وقال أبو حاتم الرازي إنه لم يسمع منه وقال الترمذي إنه لم يسمع من أحد من الصحابة ، وعده أيضا في التابعين عبد الغني بن سعيد وعد فيهم يحيى بن أبي كثير ; لكونه لقي أنسا وعد فيهم موسى بن أبي عائشة ; لكونه لقي عمرو بن حريث وعد فيهم جرير بن حازم لكونه رأى أنسا ، وهذا مصير منهم إلى أن التابعي من رأى الصحابي ولكن ابن حبان يشترط أن يكون رآه في سن من يحفظ عنه ، فإن كان صغيرا [ ص: 160 ] لم يحفظ عنه فلا عبرة برؤيته ، كخلف بن خليفة ، فإنه عده في أتباع التابعين ، وإن كان رأى عمرو بن حريث ; لكونه كان صغيرا وقال الخطيب التابعي من صحب الصحابي ، والأول أصح ، ورجحه ابن الصلاح فقال والاكتفاء في هذا بمجرد اللقاء والرؤية أقرب منه في الصحابة نظرا إلى مقتضى اللفظين فيهما وقالالنووي في التقريب والتيسير إنه الأظهر انتهى وقد عد الخطيب منصور بن المعتمر من التابعين ، ولم يسمع من أحد من الصحابة وقول الخطيب له من الصحابة ابن أبي أوفى ، يريد في الرؤية لا في السماع والصحبة ولم أر من ذكره في طبقة التابعين وقال النووي في شرح مسلم إنه ليس بتابعي ; ولكنه من أتباع التابعين ، وقد أشار النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الصحابة والتابعين بقوله طوبى لمن رآني وآمن بي ، وطوبى لمن رأى من رآني . . . الحديث ، فاكتفى فيهما بمجرد الرؤية




الخدمات العلمية