الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      البكري

                                                                                      الواعظ ، العالم أبو بكر ، عتيق البكري ، المغربي الأشعري .

                                                                                      وفد على النظام الوزير ، فنفق عليه ، وكتب له توقيعا بأن يعظ بجوامع بغداد ، فقدم وجلس ، واحتفل الخلق ، فذكر الحنابلة ، وحط [ ص: 562 ] وبالغ ، ونبزهم بالتجسيم ، فهاجت الفتنة ، وغلت بها المراجل ، وكفر هؤلاء هؤلاء ، ولما عزم على الجلوس بجامع المنصور ; قال نقيب النقباء : قفوا حتى أنقل أهلي ، فلا بد من قتل ونهب . ثم أغلقت أبواب الجامع ، وصعد البكري ، وحوله الترك بالقسي ، ولقب بعلم السنة ، فتعرض لأصحابه طائفة من الحنابلة ، فشدت الدولة منه ، وكبست دور بني القاضي ابن الفراء ، وأخذت كتبهم ، وفيها كتاب في الصفات ، فكان يقرأ بين يدي البكري ، وهو يشنع ويشغب ، ثم خرج البكري إلى المعسكر متشكيا من عميد بغداد أبي الفتح بن أبي الليث . وقيل : إنه وعظ وعظم الإمام أحمد ، ثم تلا : وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا فجاءته حصاة ثم أخرى ، فكشف النقيب عن الحال ، فكانوا ناسا من الهاشميين حنابلة قد تخبئوا في بطانة السقف ، فعاقبهم النقيب ، ثم رجع البكري عليلا ، وتوفي في جمادى الآخرة سنة ست وسبعين وأربعمائة .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية