الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ أجج ]

                                                          أجج : الأجيج : تلهب النار . ابن سيده : الأجة والأجيج صوت النار ، قال الشاعر :


                                                          أصرف وجهي عن أجيج التنور كأن فيه صوت فيل منحور



                                                          [ ص: 58 ] وأجت النار تئج وتؤج أجيجا إذا سمعت صوت لهبها ، قال :


                                                          كأن تردد أنفاسه     أجيج ضرام زفته الشمال



                                                          وكذلك ائتجت ، على افتعلت ، وتأججت ، وقد أججها تأجيجا . وأجيج الكير : حفيف النار ، والفعل كالفعل . والأجوج : المضيء ؛ عن أبي عمرو ، وأنشد لأبي ذؤيب يصف برقا :


                                                          يضيء سناه راتقا متكشفا     أغر كمصباح اليهود أجوج



                                                          قال ابن بري : يصف سحابا متتابعا والهاء في سناه تعود على السحاب ، وذلك أن البرقة إذا برقت انكشف السحاب ، وراتقا حال من الهاء في سناه ؛ ورواه الأصمعي ، راتق متكشف ، بالرفع ، فجعل الراتق البرق وفي حديث الطفيل : طرف سوطه يتأجج ؛ أي : يضيء من أجيج النار توقدها . وأجج بينهم شرا : أوقده . وأجة القوم وأجيجهم : اختلاط كلامهم مع حفيف مشيهم . وقولهم : القوم في أجة ؛ أي : في اختلاط ؛ وقوله :


                                                          تكفح السمائم الأواجج



                                                          إنما أراد الأواج ، فاضطر ، ففك الإدغام . أبو عمرو : أجج إذا حمل على العدو ، وجأج إذا وقف جبنا ، وأج الظليم يئج ويؤج أجا وأجيجا : سمع حفيفه في عدوه ؛ قال يصف ناقة :


                                                          فراحت وأطراف الصوى محزئلة     تئج كما أج الظليم المفزع



                                                          وأج الرجل يئج أجيجا : صوت ؛ حكاه أبو زيد ، وأنشد لجميل :


                                                          تئج أجيج الرحل لما تحسرت     مناكبها وابتز عنها شليلها



                                                          وأج يؤج أجا : أسرع ، قال :


                                                          سدا بيديه ثم أج بسيره     كأج الظليم من قنيص وكالب



                                                          التهذيب : أج في سيره يؤج أجا إذا أسرع وهرول ؛ وأنشد :


                                                          يؤج كما أج الظليم المنفر



                                                          قال ابن بري : صوابه تؤج بالتاء ؛ لأنه يصف ناقته ؛ ورواه ابن دريد : الظليم المفزع . وفي حديث خيبر : " فلما أصبح دعا عليا " . فأعطاه الراية ، فخرج بها يؤج حتى ركزها تحت الحصن . الأج : الإسراع والهرولة . والأجيج والأجاج والائتجاج : شدة الحر ؛ قال ذو الرمة :


                                                          بأجة نش عنها الماء والرطب



                                                          والأجة : شدة الحر وتوهجه ، والجمع إجاج ، مثل جفنة وجفان ؛ وائتج الحر ائتجاجا ؛ قال رؤبة :


                                                          وحرق الحر أجاجا شاعلا



                                                          ويقال : جاءت أجة الصيف . وماء أجاج ؛ أي : ملح ؛ وقيل : مر ؛ وقيل : شديد المرارة ؛ وقيل : الأجاج الشديد الحرارة ، وكذلك الجمع . قال الله عز وجل : وهذا ملح أجاج وهو الشديد الملوحة والمرارة ، مثل ماء البحر . وقد أج الماء يؤج أجوجا . وفي حديث علي رضي الله عنه : " وعذبها أجاج " الأجاج ؛ بالضم : الماء الملح ، الشديد الملوحة ؛ ومنه حديث الأحنف : " نزلنا سبخة نشاشة ، طرف لها بالفلاة ، وطرف لها بالبحر الأجاج . وأجيج الماء : صوت انصبابه . ويأجوج ومأجوج : قبيلتان من خلق الله ، جاءت القراءة فيهما بهمز وغير همز . قال : وجاء في الحديث : أن الخلق عشرة أجزاء : تسعة منها يأجوج ومأجوج ، وهما اسمان أعجميان ، واشتقاق مثلهما من كلام العرب يخرج من أجت النار ، ومن الماء الأجاج ، وهو الشديد الملوحة ، المحرق من ملوحته ، قال : ويكون التقدير في يأجوج يفعول ، وفي مأجوج مفعول ، كأنه من أجيج النار ؛ قال : ويجوز أن يكون يأجوج فاعولا ، وكذلك مأجوج ؛ قال : وهذا لو كان الاسمان عربيين ، لكان هذا اشتقاقهما ، فأما الأعجمية فلا تشتق من العربية ؛ ومن لم يهمز ؛ وجعل الألفين زائدتين يقول : ياجوج من يججت ، وماجوج من مججت ، وهما غير مصروفين ؛ قال رؤبة :


                                                          لو أن ياجوج وماجوج معا     وعاد عاد واستجاشوا تبعا



                                                          ويأجج بالكسر : موضع ؛ حكاه السيرافي عن أصحاب الحديث ، وحكاه سيبويه يأجج ، بالفتح ، وهو القياس ، وهو مذكور في موضعه .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية