الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم

                                                          * * *

                                                          وكما جاء في سورة طه : ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى .

                                                          هذه القصة الحقيقية في خلق الله سبحانه وتعالى آدم ، وهي تدل على ثلاثة أمور : أولها : أن الله تعالى كرم آدم على خلقه من الملائكة والجن بدليل أنه سبحانه أمرهم بالسجود له .

                                                          ثانيها : أن الله تعالى خلقه ووهبه الاستعداد لمعرفة الأشياء ، وبها امتاز على الملائكة ، وبهذا الاستعداد للعلم ، ومعرفته أسماء الأشياء سخر الله تعالى له ما في السماء وما في الأرض ، وذلل له كل ما في الأرض وما في السماء .

                                                          ثالثها : أنه يؤتى من قبل أهوائه وما يغريه ، وأن إبليس له عدو مبين ، وأنه سلط على آدم ، وسلط على بنيه من بعده ، وأنه موسوس في نفسه ، فهو لا يتصل بحسه ، ولكن يتصل بنفسه .

                                                          ولسنا نقول إن الجن وإبليس ، هما وسوسة النفس ، أو ما يحيك في الصدر ، ولكن نقول إن الجن مخلوقات موجودة ، وإن إبليس موجود مخلوق ، ولكن مع ذلك نقول إن إبليس وذريته من بعده يوسوسون في النفوس بالشر ، وإن كانوا يعجزون عن النفوس المؤمنة الطاهرة .

                                                          [ ص: 202 ] وإن إبليس وذريته يجيئون إلى النفوس من قبل الشهوات ، والأهواء ، وعلى المؤمن أن يسد مسام الشيطان .

                                                          * * *

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية