الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        قلنا اهبطوا منها جميعا [ 38 ]

                                                                                                                                                                                                                                        نصب على الحال . وزعم الفراء أنه يقال : إنما خوطب بهذا آدم - صلى الله عليه وسلم - وإبليس بعينه ويعني ذريته ، فكأنه خاطبهم كما قال : قالتا أتينا طائعين أي أتينا بما فينا ، وقال غير الفراء : يكون مخاطبة لآدم عليه السلام وحواء والحية ، ويجوز أن يكون لآدم وحواء لأن الاثنين جماعة ، ويجوز أن [ ص: 216 ] يكون إبليس ضم إليهما في المخاطبة . فإما يأتينكم " ما " زائدة ، والكوفيون يقولون : صلة ، والبصريون يقولون : فيها معنى التوكيد . " يأتينكم " في موضع جزم بالشرط ، والنون مؤكدة ، وإذا دخلت " ما " شبهت بلام القسم فحسن المجيء بالنون ، وجواب الشرط الفاء في قوله : فمن تبع هداي و " من " في موضع رفع ، و " تبع " في موضع جزم بالشرط فلا خوف عليهم جوابه ، وقال الكسائي في " فلا خوف عليهم " جواب الشرطين جميعا . وقرأ عاصم الجحدري وعيسى وابن أبي إسحاق : ( فمن تبع هدي ) قال أبو زيد : هذه لغة هذيل يقولون : هدي ، وعصي ، وأنشد النحويون :


                                                                                                                                                                                                                                        سبقوا هوي وأعنقوا لهواهم فتخرموا ولكل جنب مصرع



                                                                                                                                                                                                                                        قال أبو جعفر : العلة في هذا عند الخليل وسيبويه وهذا معنى قولهما : إن سبيل ياء الإضافة أن يكسر ما قبلها فلما لم يجز أن تتحرك الألف جعل قبلها ياءا عوضا من التغيير . وقرأ الحسن وعيسى وابن أبي إسحاق : ( فلا خوف عليهم ) ، والاختيار عند النحويين الرفع والتنوين لأن الثاني معرفة لا [ ص: 217 ] يكون فيه إلا الرفع فاختاروا في الأول الرفع أيضا ليكون الكلام من وجه واحد .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية