الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                    كشف المعاني في المتشابه من المثاني

                                                                                                                                                                    ابن جماعة - بدر الدين محمد بن إبراهيم بن جماعة

                                                                                                                                                                    49 - مسألة :

                                                                                                                                                                    قوله تعالى: بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا وقال: أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون وقال في المائدة: ما وجدنا عليه آباءنا وقال: لا يعلمون ؟

                                                                                                                                                                    جوابه: أما (ألفينا) و (وجدنا) فمعناهما واحد، واختلاف لفظهما للتفنن في الفصاحة والإعجاز.

                                                                                                                                                                    وأما: (يعقلون) هنا فلأن سياقه في اتخاذهم الأصنام والأنداد وعبادتها من دون الله ومحبتها، والعقل الصحيح [ ص: 110 ] يأبى ذلك عند نظره.

                                                                                                                                                                    وأما: (يعلمون)" فجاء في سياق التحريم والتحليل بعدما افتتح الكلام بقوله تعالى: لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم وفي اتخاذ البحيرة والسائبة والوصيلة والحامي.

                                                                                                                                                                    والتحليل والتحريم من باب العلم والنقل.

                                                                                                                                                                    وأيضا: فلما ختم الآية قبله في المائدة بقوله تعالى: وأكثرهم لا يعقلون ختم هذه الآية بـ(يعلمون) وكان الجمع بين نفي العقل والعلم عنهم أبلغ.

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية