الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فصل :

[ إبطال حيلة في الأيمان ] : ومن الحيل الباطلة : لو حلف لا يبيع هذه السلعة بمائة دينار أو زاد عليها ; فلم يجد من يشتريها بذلك فليبعها بتسعة وتسعين دينارا ، أو مائة جزء من دينار ، أو أقل من ذلك ، أو يبعها بدراهم تساوي ذلك ، أو يبعها بتسعين دينارا ومنديلا أو ثوبا أو نحو ذلك .

وكل هذه حيل باطلة ، فإنها تتضمن نفس مخالفته لما نواه وقصده وعقد قلبه عليه ، وإذا كانت يمين الحالف على ما يصدقه عليه صاحبه ، - كما قال النبي صلى الله عليه وسلم - فيمينه على ما يعلمه الله من قلبه كائنا ما .

كان ; فليقل ما شاء ، وليتحيل ما شاء ، فليست يمينه إلا على ما علمه الله من قلبه .

قال الله تعالى : { لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم } فأخبر تعالى أنه إنما يعتبر في الأيمان قصد القلب وكسبه ، لا مجرد اللفظ الذي لم يقصده أو لم يقصد معناه ; على التفسيرين في اللغو ، فكيف إذا كان قاصدا لصد ما يتحيل عليه ؟

التالي السابق


الخدمات العلمية