الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 350 ] 499- وقال: (إذ أنتم بالعدوة الدنيا) وقال بعضهم: (بالعدوة) وبها نقرأ وهما لغتان. وقال بعض العرب الفصحاء: فقلب الواو ياء كما تقلب الياء واوا في نحو: "شروى وبلوى" لأن ذلك يفعل بها فيما هو نحو من ذا نحو: "عصي وأرض مسنية" وفي قولهم "قنية" لأنها من "قنوت".

                                                                                                                                                                                                                      وقال: (والركب أسفل منكم) فجعل "الأسفل" ظرفا ولو شئت قلت: (أسفل منكم) إذا جعلته: (الركب) ولم تجعله ظرفا.

                                                                                                                                                                                                                      وقال: (ويحيا من حي عن بينة) فألزم الإدغام إذ صار في موضع يلزمه الفتح فصار مثل باب التضعيف. فإذا كان في موضع لا يلزمه الفتح لم يدغم نحو: (بقادر على أن يحيي الموتى) إلا أن تشاء أن تخفي وتكون في زنة متحرك لأنها لا تلزمه لأنك تقول: (يحيي) فتسكن في الرفع وتحذف في الجزم، فكل هذا يمنعه الإدغام. وقال بعضهم: (من حيي عن بينة) ولم يدغم إذا كان لا يدغمه في سائر ذلك. وهذا أقبح الوجهين لأن "حيي" مثل "خشي" لما صارت مثل غير

                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 351 ] التضعيف أجرى الياء الآخرة مثل ياء "خشي". وتقول للجميع "قد حيوا" كما تقول: "قد خشوا" ولا تدغم لأن ياء "خشوا" تعتل ها هنا. وقال الشاعر: [ أبو حزابة ]:


                                                                                                                                                                                                                      (238) وحي حسبناهم فوارس كهمس حيوا بعدما ماتوا من الدهر أعصرا

                                                                                                                                                                                                                      وقد ثقل بعضهم وتركها على ما كانت عليه وذلك قبيح. قال الشاعر: [ عبيد بن الأبرص ]:


                                                                                                                                                                                                                      (239) عيوا بأمرهم كما     عيت ببيضتها الحمامه
                                                                                                                                                                                                                      جعلت له عودين من     نشم وآخر من ثمامه

                                                                                                                                                                                                                      500- وقال: (ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم وذوقوا عذاب الحريق) فأضمر الخبر والله أعلم. وقال الشاعر: [ عبيد بن الأبرص ]:


                                                                                                                                                                                                                      (240) إن يكن طبك الدلال فلو في     سالف الدهر والسنين الخوالي

                                                                                                                                                                                                                      يريد بقوله "فلو في سالف الدهر" يقول: "فلو كان في سالف الدهر لكان كذا وكذا" فحذف هذا الكلام كله.

                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية