الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 507 ] إن ربهم بهم يومئذ لخبير .

جملة مستأنفة استئنافا بيانيا ناشئا عن الإنكار ، أي : كان شأنهم أن يعلموا اطلاع الله عليهم إذا بعثر ما في القبور ، وأن يذكروه ; لأن وراءهم الحساب المدقق ، وتفيد هذه الجملة مفاد التذييل .

وقوله : ( يومئذ ) متعلق بقوله : ( لخبير ) أي : عليم .

والخبير : مكنى به عن المجازي بالعقاب والثواب ، بقرينة تقييده بيومئذ ; لأن علم الله بهم حاصل من وقت الحياة الدنيا ، وأما الذي يحصل من علمه بهم يوم بعثرة القبور ، فهو العلم الذي يترتب عليه الجزاء .

وتقديم ( بهم ) على عامله وهو ( لخبير ) للاهتمام به ؛ ليعلموا أنهم المقصود بذلك . وتقديم المجرور على العامل المقترن بلام الابتداء مع أن لها الصدر سائغ لتوسعهم في المجرورات والظرف كما تقدم آنفا في قوله : لربه لكنود وقوله : على ذلك لشهيد وقوله : لحب الخير لشديد . وقد علمت أن ابن هشام ينازع في وجوب صدارة لام الابتداء التي في خبر إن .

التالي السابق


الخدمات العلمية