الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              2673 [ ص: 450 ] 29 - باب: من اختار الغزو على الصوم

                                                                                                                                                                                                                              2828 - حدثنا آدم ، حدثنا شعبة ، حدثنا ثابت البناني قال : سمعت أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : كان أبو طلحة لا يصوم على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - من أجل الغزو ، فلما قبض النبي - صلى الله عليه وسلم - لم أره مفطرا إلا يوم فطر أو أضحى . [فتح: 6 \ 41]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ذكر فيه حديث ثابت البناني قال : سمعت أنس بن مالك قال : كان أبو طلحة لا يصوم على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - من أجل الغزو ، فلما قبض النبي - صلى الله عليه وسلم - لم أره مفطرا إلا يوم فطر أو أضحى .

                                                                                                                                                                                                                              هذا الحديث من أفراده ، وكأن أبا طلحة اعتمد على قوله - صلى الله عليه وسلم - : "تقووا لعدوكم بالإفطار " ، وكان فارسه ، و (من ) له الغناء في الحرب ، فلذلك كان يفطر ليتقوى على العدو ، وأيضا فالمجاهد يكتب له أجر الصائم القائم ، وقد مثله - صلى الله عليه وسلم - بالصائم الذي لا يفطر والقائم الذي لا يفتر ، فدل هذا كله على فضل الجهاد على سائر أعمال التطوع فلما مات - صلى الله عليه وسلم - وكثر الإسلام واشتدت وطأة أهله على عدوهم ، ورأى أنه في سعة عما كان عليه من الجهاد ، رأى أن يأخذ بحظه من الصوم ليجتمع له هاتان الطاعتان العظيمتان وليدخل يوم القيامة من باب الريان ، قال ابن التين : وامتناع أبي طلحة أن يصوم من أجل الغزو صحيح ، وذلك لمن خاف أن يضعف عن الجهاد

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 451 ] فيقوى مما لا يضر به ذلك يجتمع له طاعتان ، قال : وقوله : (لم أره مفطرا إلا يوم فطر أو أضحى ) لعله يرى صيام المعدودات والفقهاء على خلافه .

                                                                                                                                                                                                                              وفيه : جواز صيام الدهر ، وقد سلف في بابه .




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية