الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
الخامس في أقسامه : الأول الاقتطاع ، وهو ذكر حرف من الكلمة وإسقاط الباقي ، كقوله :

درس المنا بمتالع فأبان

أي : المنازل ، وأنكر صاحب " المثل السائر " ورود هذا النوع في القرآن العظيم ، وليس كما قال .

وقد جعل منه بعضهم فواتح السور ; لأن كل حرف منها يدل على اسم من أسماء الله [ ص: 190 ] تعالى ، كما روى ابن عباس " الم " معناه : " أنا الله أعلم وأرى " و " المص " : أنا الله أعلم وأفصل ، وكذا الباقي .

وقيل : في قوله : وامسحوا برءوسكم ( المائدة : 6 ) إن الباء هنا أول كلمة " بعض " ثم حذف الباقي ، كقوله :

قلت لها قفي لنا قالت قاف

أي : وقفت ، وفي الحديث : كفى بالسيف شا أي : شاهدا .

وقال الزمخشري في قوله : " م الله " في القسم : إنها " ايمن " التي تستعمل في القسم ، حذفت نونها .

ومن هذا الترخيم ، ومنه قراءة بعضهم : ( يا مال ) ( الزخرف : 77 ) على لغة من ينتظر ، ولما سمعها بعض السلف قال : ما أشغل أهل النار عن الترخيم .

وأجاب بعضهم بأنهم لشدة ما هم فيه عجزوا عن إتمام الكلمة .

التالي السابق


الخدمات العلمية