nindex.php?page=tafseer&surano=102&ayano=5nindex.php?page=treesubj&link=29073_29497_32410كلا لو تعلمون علم اليقين
أعيد الزجر ثالث مرة زيادة في إبطال ما هم عليه من اللهو عن التدبر في أقوال القرآن لعلهم يقلعون عن انكبابهم عن التكاثر مما هم يتكاثرون فيه ولهوهم به عن النظر في دعوة الحق والتوحيد . وحذف مفعول ( تعلمون ) للوجه الذي تقدم في
nindex.php?page=tafseer&surano=102&ayano=3كلا سوف تعلمون وجواب ( لو ) محذوف .
وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=102&ayano=5لو تعلمون علم اليقين تهويل وإزعاج ; لأن حذف جواب ( لو ) يجعل النفوس تذهب في تقديره كل مذهب ممكن . والمعنى : لو تعلمون علم اليقين
[ ص: 522 ] لتبين لكم حال مفظع عظيم ، وهي بيان لما في كلا من الزجر .
والمضارع في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=102&ayano=5لو تعلمون مراد به زمن الحال ، أي : لو علمتم الآن علم اليقين لعلمتم أمرا عظيما .
ولفعل الشرط مع ( لو ) أحوال كثيرة واعتبارات ، فقد يقع بلفظ الماضي وقد يقع بلفظ المضارع وفي كليهما قد يكون استعماله في أصل معناه . وقد يكون منزلا منزلة غير معناه ، وهو هنا مستعمل في معناه من الحال بدون تنزيل ولا تأويل .
وإضافة ( علم ) إلى ( اليقين ) إضافة بيانية ، فإن اليقين علم ، أي : لو علمتم علما مطابقا للواقع لبان لكم شنيع ما أنتم فيه ، ولكن علمهم بأحوالهم جهل مركب من أوهام وتخيلات ، وفي هذا نداء عليهم بالتقصير في اكتساب العلم الصحيح . وهذا خطاب للمشركين الذين لا يؤمنون بالجزاء وليس خطابا للمسلمين ; لأن المسلمين يعلمون ذلك علم اليقين . واعلم أن هذا المركب هو
nindex.php?page=tafseer&surano=102&ayano=5علم اليقين نقل في الاصطلاح العلمي فصار لقبا لحالة من مدركات العقل ، وقد تقدم بيان ذلك عند تفسير قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=51وإنه لحق اليقين في سورة الحاقة ، فارجع إليه .
nindex.php?page=tafseer&surano=102&ayano=5nindex.php?page=treesubj&link=29073_29497_32410كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ
أُعِيدَ الزَّجْرُ ثَالِثَ مَرَّةٍ زِيَادَةً فِي إِبْطَالِ مَا هُمْ عَلَيْهِ مِنَ اللَّهْوِ عَنِ التَّدَبُّرِ فِي أَقْوَالِ الْقُرْآنِ لَعَلَّهُمْ يُقْلِعُونَ عَنِ انْكِبَابِهِمْ عَنِ التَّكَاثُرِ مِمَّا هُمْ يَتَكَاثَرُونَ فِيهِ وَلَهْوِهِمْ بِهِ عَنِ النَّظَرِ فِي دَعْوَةِ الْحَقِّ وَالتَّوْحِيدِ . وَحَذَفَ مَفْعُولَ ( تَعْلَمُونَ ) لِلْوَجْهِ الَّذِي تَقَدَّمَ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=102&ayano=3كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ وَجَوَابُ ( لَوْ ) مَحْذُوفٌ .
وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=102&ayano=5لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ تَهْوِيلٌ وَإِزْعَاجٌ ; لِأَنَّ حَذْفَ جَوَابِ ( لَوْ ) يَجْعَلُ النُّفُوسَ تَذْهَبُ فِي تَقْدِيرِهِ كُلَّ مَذْهَبٍ مُمْكِنٍ . وَالْمَعْنَى : لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ
[ ص: 522 ] لَتَبَيَّنَ لَكُمْ حَالٌ مُفْظِعٌ عَظِيمٌ ، وَهِيَ بَيَانٌ لِمَا فِي كَلَّا مِنَ الزَّجْرِ .
وَالْمُضَارِعُ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=102&ayano=5لَوْ تَعْلَمُونَ مُرَادٌ بِهِ زَمَنُ الْحَالِ ، أَيْ : لَوْ عَلِمْتُمُ الْآنَ عِلْمَ الْيَقِينِ لَعَلِمْتُمْ أَمْرًا عَظِيمًا .
وَلِفِعْلِ الشَّرْطِ مَعَ ( لَوْ ) أَحْوَالٌ كَثِيرَةٌ وَاعْتِبَارَاتٌ ، فَقَدْ يَقَعُ بِلَفْظِ الْمَاضِي وَقَدْ يَقَعُ بِلَفْظِ الْمُضَارِعِ وَفِي كِلَيْهِمَا قَدْ يَكُونُ اسْتِعْمَالُهُ فِي أَصْلِ مَعْنَاهُ . وَقَدْ يَكُونُ مُنَزَّلًا مَنْزِلَةَ غَيْرِ مَعْنَاهُ ، وَهُوَ هُنَا مُسْتَعْمَلٌ فِي مَعْنَاهُ مِنَ الْحَالِ بِدُونِ تَنْزِيلٍ وَلَا تَأْوِيلٍ .
وَإِضَافَةُ ( عِلْمَ ) إِلَى ( الْيَقِينِ ) إِضَافَةٌ بَيَانِيَّةٌ ، فَإِنَّ الْيَقِينَ عِلْمٌ ، أَيْ : لَوْ عَلِمْتُمْ عِلْمًا مُطَابِقًا لِلْوَاقِعِ لَبَانَ لَكُمْ شَنِيعُ مَا أَنْتُمْ فِيهِ ، وَلَكِنَّ عِلْمَهُمْ بِأَحْوَالِهِمْ جَهْلٌ مُرَكَّبٌ مِنْ أَوْهَامٍ وَتَخَيُّلَاتٍ ، وَفِي هَذَا نِدَاءٌ عَلَيْهِمْ بِالتَّقْصِيرِ فِي اكْتِسَابِ الْعِلْمِ الصَّحِيحِ . وَهَذَا خِطَابٌ لِلْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْجَزَاءِ وَلَيْسَ خِطَابًا لِلْمُسْلِمِينَ ; لِأَنَّ الْمُسْلِمِينَ يَعْلَمُونَ ذَلِكَ عِلْمَ الْيَقِينِ . وَاعْلَمْ أَنَّ هَذَا الْمُرَكَّبَ هُوَ
nindex.php?page=tafseer&surano=102&ayano=5عِلْمَ الْيَقِينِ نُقِلَ فِي الِاصْطِلَاحِ الْعِلْمِيِّ فَصَارَ لَقَبًا لِحَالَةٍ مِنْ مُدْرَكَاتِ الْعَقْلِ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ بَيَانُ ذَلِكَ عِنْدَ تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=51وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ فِي سُورَةِ الْحَاقَّةِ ، فَارْجِعْ إِلَيْهِ .