الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولما كان مما اشتري به الكفر رجوع المنافقين عن "أحد"؛ الذي كان سببا للإملاء لهم؛ قال - سبحانه وتعالى -: ولا يحسبن الذين كفروا ؛ أي: بالله؛ ورسوله؛ أنما نملي ؛ أي: أن إملاءنا؛ أي: إمهالنا؛ وإطالتنا؛ لهم خير لأنفسهم ؛ ولما نفى عنهم الخير بهذا النهي؛ تشوفت النفس إلى ما لهم؛ فقال: إنما نملي لهم ؛ أي: استدراجا؛ ليزدادوا إثما ؛ وهو جميع ما سبق العلم الأزلي بأنهم يفعلونه؛ فإذا بلغ النهاية أوجب [ ص: 135 ] الأخذ؛ ولما كان الرجوع المسفر عن السلامة مظنة لعزهم في هذه الدار الفانية؛ عند من ظن حسن ذلك الرأي; عوضوا عنه الإهانة الدائمة؛ فقال - سبحانه وتعالى -: ولهم عذاب مهين

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية