الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        يريد الله ليبين لكم [ 26 ]

                                                                                                                                                                                                                                        أي ليبين لكم أمر دينكم وما يحل لكم وما يحرم عليكم . وقال بعد هذا : يريد الله أن يخفف عنكم فجاء هذا بأن والأول باللام ، فقال الفراء : العرب تأتي باللام على معنى " كي " في موضع " أن " في " أردت ، وأمرت " ، فيقولون : أردت أن تفعل ، وأردت لتفعل ، لأنهما يطلبان المستقبل ، ولا يجوز " ظننت لتفعل " لأنك تقول : [ ص: 448 ] ظننت أن قد قمت . قال أبو إسحاق : وهذا خطأ ، ولو كانت اللام بمعنى " أن " لدخلت عليها لام أخرى ، كما تقول : جئت كي تكرمني ، ثم تقول : جئت لتكرمني ، وأنشدنا :


                                                                                                                                                                                                                                        أردت لكيما يعلم الناس أنها سراويل قيس والوفود شهود



                                                                                                                                                                                                                                        قال : والتقدير أراد به ليبين لكم . قال أبو جعفر : وزاد الأمر على هذا حتى سماها بعض القراء لام أن . وقيل : المعنى : يريد الله هذا من أجل أن يبين لكم ، مثل : وأمرت لأعدل بينكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم قال بعض أهل النظر : في هذا دليل على أن كل ما حرم قبل هذه الآية علينا قد حرم على من كان قبلنا . قال أبو جعفر : وهذا غلط ؛ لأنه قد يكون المعنى : ويبين لكم أمر من قبلكم ممن كان يجتنب ما نهي عنه ، وقد يكون يبين لكم كما بين لمن قبلكم من الأنبياء ولا يومى به إلى هذا بعينه .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية