بسم الله الرحمن الرحيم كتاب الهبة وفضلها والتحريض عليها
2427 حدثنا حدثنا عاصم بن علي عن ابن أبي ذئب عن المقبري أبيه عن رضي الله عنه أبي هريرة يا نساء المسلمات لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
كتاب الهبة وفضلها والتحريض عليها
- باب القليل من الهبة
- باب من استوهب من أصحابه شيئا
- باب من استسقى
- باب قبول هدية الصيد
- باب قبول الهدية
- باب من أهدى إلى صاحبه وتحرى بعض نسائه دون بعض
- باب ما لا يرد من الهدية
- باب من رأى الهبة الغائبة جائزة
- باب المكافأة في الهبة
- باب الهبة للولد
- باب الإشهاد في الهبة
- باب هبة الرجل لامرأته والمرأة لزوجها
- باب هبة المرأة لغير زوجها وعتقها إذا كان لها زوج
- باب بمن يبدأ بالهدية
- باب من لم يقبل الهدية لعلة
- باب إذا وهب هبة أو وعد عدة ثم مات قبل أن تصل إليه
- باب كيف يقبض العبد والمتاع
- باب إذا وهب هبة فقبضها الآخر ولم يقل قبلت
- باب إذا وهب دينا على رجل
- باب هبة الواحد للجماعة
- باب الهبة المقبوضة وغير المقبوضة والمقسومة وغير المقسومة
- باب إذا وهب جماعة لقوم
- باب من أهدي له هدية وعنده جلساؤه فهو أحق
- باب إذا وهب بعيرا لرجل وهو راكبه فهو جائز
- باب هدية ما يكره لبسها
- باب قبول الهدية من المشركين
- باب الهدية للمشركين
- باب لا يحل لأحد أن يرجع في هبته وصدقته
- باب ما قيل في العمرى والرقبى
- باب من استعار من الناس الفرس والدابة وغيرها
- باب الاستعارة للعروس عند البناء
- باب فضل المنيحة
- باب إذا قال أخدمتك هذه الجارية على ما يتعارف الناس فهو جائز
- باب إذا حمل رجلا على فرس فهو كالعمرى والصدقة
التالي
السابق
[ ص: 233 ] قوله : ( بسم الله الرحمن الرحيم - كتاب ) كذا للجميع ، إلا الهبة وفضلها والتحريض عليها للكشميهني وابن شبويه فقالا : " فيها " بدل " عليها " . وأخر النسفي البسملة . والهبة بكسر الهاء وتخفيف الباء الموحدة تطلق بالمعنى الأعم على أنواع الإبراء ، وهو ، والصدقة وهي هبة الدين ممن هو عليه ، هبة ما يتمحض به طلب ثواب الآخرة . ومن خصها بالحياة أخرج الوصية وهي تكون أيضا بالأنواع الثلاثة . وتطلق الهبة بالمعنى الأخص على ما لا يقصد له بدل ، وعليه ينطبق قول من عرف الهبة بأنها تمليك بلا عوض ، وصنيع المصنف محمول على المعنى الأعم لأنه أدخل فيها الهدايا . والهدية وهي ما يكرم به الموهوب له
قوله : ( عن المقبري عن أبيه عن ) كذا للأكثر وسقط " عن أبيه " من رواية أبي هريرة الأصيلي [ ص: 234 ] وكريمة ، وضبب عليه في رواية النسفي ، والصواب إثباته . وكذا أخرجه عن الإسماعيلي محمد بن يحيى ، وأبو نعيم من طريق إسماعيل القاضي ، وأبو عوانة عن كلهم عن إبراهيم الحربي عاصم بن علي شيخ فيه . ومن طريق البخاري شبابة وعثمان بن عمرو بن المبارك عند وأخرجه الإسماعيلي ، في " الأدب المفرد " عن البخاري آدم كلهم عن ابن أبي ذئب كذلك ، وكذلك رواه الليث عن سعيد كما سيأتي في كتاب الأدب ، وأخرجه الترمذي من طريق أبي معشر عن سعيد عن لم يقل " عن أبيه " وزاد في أوله " أبي هريرة " الحديث ، وقال : غريب ، تهادوا فإن الهدية تذهب وحر الصدر وأبو معشر يضعف . وقال الطرقي إنه أخطأ فيه حيث لم يقل فيه " عن أبيه " كذا قال وقد تابعه محمد بن عجلان عن سعيد ، وأخرجه أبو عوانة . نعم من زاد فيه " عن أبيه " أحفظ وأضبط فروايتهم أولى . والله أعلم .
قوله : ( عن النبي - صلى الله عليه وسلم ) في رواية عثمان بن عمر " سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول " .
قوله : ( يا نساء المسلمات ) قال عياض : الأصح الأشهر نصب النساء وجر المسلمات على الإضافة ، وهي رواية المشارقة من إضافة الشيء إلى صفته كمسجد الجامع ، وهو عند الكوفيين على ظاهره ، وعند البصريين يقدرون فيه محذوفا . وقال السهيلي وغيره : جاء برفع الهمزة على أنه منادى مفرد ، ويجوز في المسلمات الرفع صفة على اللفظ على معنى يا أيها النساء المسلمات ، والنصب صفة على الموضع ، وكسرة التاء علامة النصب ، وروي بنصب الهمزة على أنه منادى مضاف وكسرة التاء للخفض بالإضافة كقولهم مسجد الجامع ، وهو مما أضيف فيه الموصوف إلى الصفة في اللفظ ، فالبصريون يتأولونه على حذف الموصوف وإقامة صفته مقامه نحو يا نساء الأنفس المسلمات أو يا نساء الطوائف المؤمنات أي لا الكافرات ، وقيل تقديره يا فاضلات المسلمات كما يقال هؤلاء رجال القوم أي أفاضلهم ، والكوفيون يدعون أن لا حذف فيه ويكتفون باختلاف الألفاظ في المغايرة .
وقال ابن رشيد : توجيهه أنه خاطب نساء بأعيانهن فأقبل بندائه عليهن فصحت الإضافة على معنى المدح لهن ، فالمعنى يا خيرات المؤمنات كما يقال رجال القوم ، وتعقب بأنه لم يخصصهن به لأن غيرهن يشاركهن في الحكم ، وأجيب بأنهما يشاركنهن بطريق الإلحاق ، وأنكر رواية الإضافة ، ورده ابن عبد البر ابن السيد بأنها قد صحت نقلا وساعدتها اللغة فلا معنى للإنكار . وقال ابن بطال : يمكن تخريج يا نساء المسلمات على تقدير بعيد وهو أن يجعل نعتا لشيء محذوف كأنه قال : يا نساء الأنفس المسلمات ، والمراد بالأنفس الرجال ، ووجه بعده أنه يصير مدحا للرجال وهو - صلى الله عليه وسلم - إنما خاطب النساء ، قال : إلا أن يراد بالأنفس الرجال والنساء معا ، وأطال في ذلك ، وتعقبه ابن المنير . وقد رواه من حديث الطبراني عائشة بلفظ " يا نساء المؤمنين " الحديث .
قوله : ( جارة لجارتها ) كذا للأكثر ، ولأبي ذر " لجارة " والمتعلق محذوف تقديره هدية مهداة .
قوله : ( فرسن ) بكسر الفاء والمهملة بينهما راء ساكنة وآخره نون هو عظم قليل اللحم ، وهو للبعير موضع الحافر للفرس ، ويطلق على الشاة مجازا ، ونونه زائدة وقيل أصلية ، وأشير بذلك إلى المبالغة في إهداء الشيء اليسير وقبوله لا إلى حقيقة الفرسن لأنه لم تجر العادة بإهدائه أي لا تمنع جارة من الهدية لجارتها الموجود عندها لاستقلاله بل ينبغي أن تجود لها بما تيسر وإن كان قليلا فهو خير من العدم ، وذكر [ ص: 235 ] الفرسن على سبيل المبالغة ، ويحتمل أن يكون النهي إنما وقع للمهدى إليها وأنها لا تحتقر ما يهدى إليها ولو كان قليلا ، وحمله على الأعم من ذلك أولى . وفي حديث عائشة المذكور وفي الحديث يا نساء المؤمنين تهادوا ولو فرسن شاة ، فإنه ينبت المودة ويذهب الضغائن لأن الكثير قد لا يتيسر كل وقت ، وإذا تواصل اليسير صار كثيرا . وفيه استحباب الحض على التهادي ولو باليسير . المودة وإسقاط التكلف
قوله : ( عن المقبري عن أبيه عن ) كذا للأكثر وسقط " عن أبيه " من رواية أبي هريرة الأصيلي [ ص: 234 ] وكريمة ، وضبب عليه في رواية النسفي ، والصواب إثباته . وكذا أخرجه عن الإسماعيلي محمد بن يحيى ، وأبو نعيم من طريق إسماعيل القاضي ، وأبو عوانة عن كلهم عن إبراهيم الحربي عاصم بن علي شيخ فيه . ومن طريق البخاري شبابة وعثمان بن عمرو بن المبارك عند وأخرجه الإسماعيلي ، في " الأدب المفرد " عن البخاري آدم كلهم عن ابن أبي ذئب كذلك ، وكذلك رواه الليث عن سعيد كما سيأتي في كتاب الأدب ، وأخرجه الترمذي من طريق أبي معشر عن سعيد عن لم يقل " عن أبيه " وزاد في أوله " أبي هريرة " الحديث ، وقال : غريب ، تهادوا فإن الهدية تذهب وحر الصدر وأبو معشر يضعف . وقال الطرقي إنه أخطأ فيه حيث لم يقل فيه " عن أبيه " كذا قال وقد تابعه محمد بن عجلان عن سعيد ، وأخرجه أبو عوانة . نعم من زاد فيه " عن أبيه " أحفظ وأضبط فروايتهم أولى . والله أعلم .
قوله : ( عن النبي - صلى الله عليه وسلم ) في رواية عثمان بن عمر " سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول " .
قوله : ( يا نساء المسلمات ) قال عياض : الأصح الأشهر نصب النساء وجر المسلمات على الإضافة ، وهي رواية المشارقة من إضافة الشيء إلى صفته كمسجد الجامع ، وهو عند الكوفيين على ظاهره ، وعند البصريين يقدرون فيه محذوفا . وقال السهيلي وغيره : جاء برفع الهمزة على أنه منادى مفرد ، ويجوز في المسلمات الرفع صفة على اللفظ على معنى يا أيها النساء المسلمات ، والنصب صفة على الموضع ، وكسرة التاء علامة النصب ، وروي بنصب الهمزة على أنه منادى مضاف وكسرة التاء للخفض بالإضافة كقولهم مسجد الجامع ، وهو مما أضيف فيه الموصوف إلى الصفة في اللفظ ، فالبصريون يتأولونه على حذف الموصوف وإقامة صفته مقامه نحو يا نساء الأنفس المسلمات أو يا نساء الطوائف المؤمنات أي لا الكافرات ، وقيل تقديره يا فاضلات المسلمات كما يقال هؤلاء رجال القوم أي أفاضلهم ، والكوفيون يدعون أن لا حذف فيه ويكتفون باختلاف الألفاظ في المغايرة .
وقال ابن رشيد : توجيهه أنه خاطب نساء بأعيانهن فأقبل بندائه عليهن فصحت الإضافة على معنى المدح لهن ، فالمعنى يا خيرات المؤمنات كما يقال رجال القوم ، وتعقب بأنه لم يخصصهن به لأن غيرهن يشاركهن في الحكم ، وأجيب بأنهما يشاركنهن بطريق الإلحاق ، وأنكر رواية الإضافة ، ورده ابن عبد البر ابن السيد بأنها قد صحت نقلا وساعدتها اللغة فلا معنى للإنكار . وقال ابن بطال : يمكن تخريج يا نساء المسلمات على تقدير بعيد وهو أن يجعل نعتا لشيء محذوف كأنه قال : يا نساء الأنفس المسلمات ، والمراد بالأنفس الرجال ، ووجه بعده أنه يصير مدحا للرجال وهو - صلى الله عليه وسلم - إنما خاطب النساء ، قال : إلا أن يراد بالأنفس الرجال والنساء معا ، وأطال في ذلك ، وتعقبه ابن المنير . وقد رواه من حديث الطبراني عائشة بلفظ " يا نساء المؤمنين " الحديث .
قوله : ( جارة لجارتها ) كذا للأكثر ، ولأبي ذر " لجارة " والمتعلق محذوف تقديره هدية مهداة .
قوله : ( فرسن ) بكسر الفاء والمهملة بينهما راء ساكنة وآخره نون هو عظم قليل اللحم ، وهو للبعير موضع الحافر للفرس ، ويطلق على الشاة مجازا ، ونونه زائدة وقيل أصلية ، وأشير بذلك إلى المبالغة في إهداء الشيء اليسير وقبوله لا إلى حقيقة الفرسن لأنه لم تجر العادة بإهدائه أي لا تمنع جارة من الهدية لجارتها الموجود عندها لاستقلاله بل ينبغي أن تجود لها بما تيسر وإن كان قليلا فهو خير من العدم ، وذكر [ ص: 235 ] الفرسن على سبيل المبالغة ، ويحتمل أن يكون النهي إنما وقع للمهدى إليها وأنها لا تحتقر ما يهدى إليها ولو كان قليلا ، وحمله على الأعم من ذلك أولى . وفي حديث عائشة المذكور وفي الحديث يا نساء المؤمنين تهادوا ولو فرسن شاة ، فإنه ينبت المودة ويذهب الضغائن لأن الكثير قد لا يتيسر كل وقت ، وإذا تواصل اليسير صار كثيرا . وفيه استحباب الحض على التهادي ولو باليسير . المودة وإسقاط التكلف