الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر إنهم لن يضروا الله شيئا يريد الله ألا يجعل لهم حظا في الآخرة ولهم عذاب عظيم

                                                                                                                                                                                                                                      176 - ولا يحزنك (يحزنك) في كل القرآن نافع، إلا في سورة الأنبياء لا يحزنهم الفزع الأكبر [الأنبياء: 103] الذين يسارعون في الكفر يعني: لا يحزنوك لخوف أن يضروك، ألا ترى إلى قوله: إنهم لن يضروا الله شيئا أي: أولياء الله، يعني: أنهم لا يضرون بمسارعتهم في الكفر غير أنفسهم، وما وبال ذلك عائدا على غيرهم، ثم بين كيف يعود وباله عليهم بقوله: يريد الله ألا يجعل لهم حظا في الآخرة أي: نصيبا من الثواب، ولهم بدل الثواب عذاب عظيم وذلك أبلغ ما ضر به الإنسان نفسه، والآية تدل على إرادة الكفر [ ص: 314 ] والمعاصي; لأن إرادته ألا يكون لهم ثواب في الآخرة لا تكون بدون إرادة كفرهم، ومعاصيهم.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية