الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      قصة عمان والبحرين

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      قال البخاري : حدثنا قتيبة بن سعيد ، ثنا سفيان ، سمع محمد بن المنكدر ، سمع جابر بن عبد الله يقول : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لو قد جاء مال البحرين لقد أعطيتك هكذا وهكذا " . ثلاثا . فلم يقدم مال البحرين حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما قدم على أبي بكر أمر مناديا فنادى : من كان له عند النبي صلى الله عليه وسلم دين أو عدة فليأتني . قال جابر : فجئت أبا بكر ، فأخبرته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لو جاء مال البحرين أعطيتك هكذا وهكذا " . ثلاثا . قال : فأعطاني . قال جابر : فلقيت أبا بكر بعد ذلك فسألته ، فلم يعطني ، ثم أتيته فلم يعطني ، ثم أتيته الثالثة [ ص: 305 ] فلم يعطني ، فقلت له : قد أتيتك فلم تعطني ، ثم أتيتك فلم تعطني ، ثم أتيتك فلم تعطني ، فإما أن تعطيني ، وإما أن تبخل عني . قال : أقلت : تبخل عني ؟ قال : وأي داء أدوأ من البخل ؟ - قالها ثلاثا - ما منعتك من مرة إلا وأنا أريد أن أعطيك . هكذا رواه البخاري هاهنا وقد رواه مسلم عن عمرو الناقد عن سفيان بن عيينة به .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      ثم قال البخاري بعده : وعن عمرو ، عن محمد بن علي ، سمعت جابر بن عبد الله يقول : جئته فقال لي أبو بكر : عدها فعددتها . فوجدتها خمسمائة ، فقال : خذ مثلها مرتين . وقد رواه البخاري أيضا عن علي بن المديني ، عن سفيان - هو ابن عيينة - عن عمرو بن دينار عن محمد بن علي أبي جعفر الباقر ، عن جابر كروايته له ، عن قتيبة ، ورواه أيضا هو ومسلم من طرق أخر ، عن سفيان بن عيينة ، عن عمرو ، عن محمد بن علي ، عن جابر بنحوه ، وفي رواية أخرى له أنه أمره فحثى بيديه من دراهم ، فعدها فإذا هي خمسمائة فأضعفها له مرتين ، يعني فكان جملة ما أعطاه ألفا وخمسمائة درهم .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية