الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      صفحة جزء
      ( كذا ) ثابت ( له العلو والفوقيه ) بالكتاب والسنة وإجماع الملائكة والأنبياء والمرسلين وأتباعهم على الحقيقة من أهل السنة والجماعة ( على عباده ) فوقهم مستويا على عرشه ، عاليا على خلقه ، بائنا منهم يعلم أعمالهم ويسمع أقوالهم ، ويرى حركاتهم وسكناتهم ، لا تخفى عليه منهم خافية ، والأدلة في ذلك من الكتاب والسنة أكثر من أن تحصى ، وأجل من أن تستقصى ، والفطر السليمة والقلوب المستقيمة مجبولة على الإقرار بذلك لا تنكره ، ولنشر إلى بعض ذلك إشارة تدل على ما وراءها ، وبالله التوفيق .

      فمن ذلك أسماؤه الحسنى الدالة على ثبوت جميع معاني العلو له - تبارك وتعالى - كاسمه الأعلى ، واسمه العلي ، واسمه المتعالي ، واسمه الظاهر ، واسمه القاهر ، وغيرها . قال تعالى : ( سبح اسم ربك الأعلى ) ، ( الأعلى : 1 ) ، ولما نزلت قال النبي صلى الله عليه وسلم : اجعلوها في سجودكم . وقال تعالى : ( وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يئوده حفظهما وهو العلي العظيم ) ، ( البقرة : 254 ) ، وقال تعالى : ( إن الله كان عليا كبيرا ) ، ( النساء : 34 ) ، وقال تعالى : ( ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل وأن الله هو العلي الكبير ) [ ص: 148 ] ( الحج : 62 ) ، وقال تعالى : ( حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير ) ، ( سبأ : 23 ) ، وقال تعالى : ( إنه علي حكيم ) ، ( الشورى : 51 ) ، وقال تعالى : ( عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال ) ، ( الرعد : 9 ) ، وقال تعالى : ( هو الأول والآخر والظاهر والباطن ) ، ( الحديد : 3 ) ، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - في دعائه : وأنت الظاهر فليس فوقك شيء . وقال تعالى : ( وهو القاهر فوق عباده ) ، ( الأنعام : 18 ) ، وهذه الأسماء تدل على ثبوت جميع معاني العلو له - تبارك وتعالى - ذاتا وقهرا وشأنا .

      التالي السابق


      الخدمات العلمية