الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                      صفحة جزء
                                                      [ خاتمة ] لا شك في أن العلم وجميع أضداده ما خلا الشك فيها حكم ، وأما الشك فاختلفوا فيه ، وأجاز بعضهم أن الشاك حاكم بكل من الأمرين بدل الآخر ، والمشهور خلافه . إذا علمت ذلك ، فالمحكوم به في العلم والاعتقاد والظن هو المعلوم والمعتقد والمظنون ، والمحكوم به في الشك - إن قلنا : إنه حكم - الأمر أن المشكوك فيهما ، أو نفي غيرهما . وأما الوهم فهل المحكوم به الموهوم أو المظنون ؟ فيه بحث ، وعلى كل منهما إشكال ; لأنه إن قيل : الموهوم لزم أن يكون الظان ليس حاكما لما يقابل ظنه ، فيكون حاكما بالضدين معا يحكم بالقيام مثلا راجحا ، وبعدم القيام مرجوحا ، وكيف يحكم الذهن بما يترجح عنده خلافه ؟ . وإن قيل : إنه الطرف الراجح لزم أن لا يكون الوهم معدودا في القسمة الحكمية ، وهو مخالف لكلامهم . [ ص: 113 ] والذي يظهر أن الحكم لا يكون إلا بالطرف الراجح ، وإذا قلنا بأن الشك لا حكم فيه لما يلزم من الحكم مع المساواة فلأن يقولوا بامتناع الحكم بالمرجوح بطريق أولى .

                                                      التالي السابق


                                                      الخدمات العلمية