الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله : ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم ؛ " ألم تر " : ألم تخبر؛ في قول بعضهم؛ وقال أهل اللغة : ألم تعلم؛ وتأويله سؤال فيه معنى الإعلام؛ تأويله : اعلم قصتهم؛ وعلى مجرى اللغة : " ألم ينته علمك إلى هؤلاء؟ " ؛ ومعنى " يزكون أنفسهم " : أي : يزعمون أنهم أزكياء؛ وتأويل قولنا : " زكاء الشيء " ؛ في اللغة : نماؤه في الصلاح؛ وهذا أيضا يعنى به اليهود؛ وكانوا جاؤوا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بأطفالهم؛ فقالوا : يا محمد؛ أعلى هؤلاء ذنوب؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " لا " ؛ فقالوا : كذا نحن؛ ما نعمل بالليل يغفر بالليل؛ وما نعمل بالنهار يغفر بالنهار؛ قال الله - عز وجل - : بل الله يزكي من يشاء ؛ أي : يجعل من يشاء زاكيا؛ ولا يظلمون فتيلا ؛ تأويله : ولا يظلمون مقدار فتيل؛ قال بعضهم : الفتيل ما تفتله بين إصبعيك من الوسخ؛ قال بعضهم : الفتيل ما كان في باطن النواة من لحائها؛ وقالوا في التفسير : ما كان في ظهرها؛ وهو الذي تنبت منه النخلة؛ والقطمير : جملة ما التف عليها من لحائها.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية