الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          فصل ولا تشترط في الشهادة ( الحرية فتقبل شهادة عبد ، و ) شهادة ( أمة في كل ما يقبل فيه حر وحرة ) لعموم آيات الشهادة وأخبارها ، والعبد داخل فيها فإنه من رجالنا ، وهو عدل تقبل روايته وفتواه وأخباره الدينية ، وعن عقبة بن الحارث قال : " [ ص: 594 ] { تزوجت أم يحيى بنت أبي إهاب فجاءت أمة سوداء فقالت : قد أرضعتكما فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : كيف وقد زعمت ذلك } متفق عليه . وقول المخالف : ليس للقن مروءة ممنوع ، بل هو كالحر ، وقد يكون من الأرقاء العلماء والصالحون والأمراء ، ( ومتى تعينت ) الشهادة ( عليه ) أي الرقيق ( حرم ) على سيده ( منعه ) منها كسائر الواجبات ، ( ولا ) يشترط للشهادة ( كون الصناعة ) أي صناعة الشاهد ( غير دنيئة عرفا ، فتقبل شهادة حجام وحداد وزبال ) يجمع الزبل ، ( وقمام ) يقم المكان من زبل وغيره ، ( وكناس ) يكنس الأسواق وغيرها ، ( وكباش ) يربي الكباش ، ( وقراد ) يربي القرود ويطوف بها للتكسب ، ( ودباب ) يفعل بالدب كما يفعل القراد ، ( ونفاط ) يلعب بالنفط ، ( ونخال ) أي يغر بل في الطريق على فلوس وغيرها وتسميه العامة المقلش ، ( وصباغ ودباغ وجمال وجزار وكساح ) ينظف الحشوش ، ( وحائك وحارس وصائغ ومكار وقيم ) أي خدام إذا حسنت طريقتهم لحاجة الناس إلى هذه الصنائع ; لأن كل أحد لا يليها بنفسه فلو ردت بها الشهادة أفضى إلى ترك الناس لها فيشق ذلك عليهم

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية