الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      فإن كذبوك فقد كذب رسل من قبلك جاءوا بالبينات والزبر والكتاب المنير

                                                                                                                                                                                                                                      فإن كذبوك شروع في تسلية رسول الله صلى الله عليه وسلم إثر ما أوحي إليه ما يحزنه عليه الصلاة والسلام من مقالات الكفرة من المشركين واليهود. وقوله تعالى: فقد كذب رسل من قبلك تعليل لجواب الشرط، أي: فتسل فقد كذب إلخ و"من" متعلقة ب "كذب" أو بمحذوف صفة ل "رسل"، أي: كائنة من قبلك. جاءوا بالبينات أي: المعجزات الواضحات صفة ل "رسل". والزبر هو جمع زبور، وهو الكتاب المقصور على الحكم من زبرته إذا حسنته. وقيل: زبر المواعظ والزواجر من زبرته إذا زجرته. والكتاب المنير قيل: أي: التوراة والإنجيل والزبور، والكتاب في عرف القرآن ما يتضمن الشرائع والأحكام، ولذلك جاء الكتاب والحكمة متعاطفين في عامة المواقع. وقرئ "وبالزبر" بإعادة الجار دلالة على أنها مغايرة بالذات [ ص: 123 ] للبينات.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية