الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              2757 [ ص: 644 ] 88 - باب: ما قيل في الرماح

                                                                                                                                                                                                                              ويذكر عن ابن عمر ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : "جعل رزقي تحت ظل رمحي ، وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري " .

                                                                                                                                                                                                                              2914 - حدثنا عبد الله بن يوسف ، أخبرنا مالك ، عن أبي النضر -مولى عمر بن عبيد الله - عن نافع -مولى أبي قتادة الأنصاري - عن أبي قتادة - رضي الله عنه - أنه كان مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، حتى إذا كان ببعض طريق مكة تخلف مع أصحاب له محرمين وهو غير محرم ، فرأى حمارا وحشيا ، فاستوى على فرسه ، فسأل أصحابه أن يناولوه سوطه فأبوا ، فسألهم رمحه فأبوا ، فأخذه ثم شد على الحمار فقتله ، فأكل منه بعض أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبى بعض ، فلما أدركوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سألوه عن ذلك ، قال : " إنما هي طعمة أطعمكموها الله " . وعن زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي قتادة : في الحمار الوحشي ، مثل حديث أبي النضر قال : "هل معكم من لحمه شيء " . [انظر : 1821 - مسلم: 1196 - فتح: 6 \ 98]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ثم ذكر حديث أبي قتادة في اصطياده الحمار الوحشي السالف في الحج وغيره . وموضع الشاهد قوله : فسألهم رمحه فأبوا ، فأخذه ثم شد على الحمار فقتله . .

                                                                                                                                                                                                                              وعن زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي قتادة : في الحمار الوحشي ، مثل حديث أبي النضر وقال : "هل معكم من لحمه شيء " .

                                                                                                                                                                                                                              والتعليق عن ابن عمر . ذكر عبد الحق في "جمعه بين الصحيحين " أن الوليد بن مسلم رواه عن الأوزاعي ، عن حسان بن عطية ، عن أبي منيب الجرشي ، عن ابن عمر به .

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 645 ] ومعنى الباب كالأبواب قبله أن الرمح من آلاته - صلى الله عليه وسلم - للحرب ، ومن آلات أصحابه ، وأنه من مهم السلاح وشريف القدر ; لقوله : "جعل رزقي تحت ظل رمحي " وهذا إشارة منه لتفضيله والحض على اتخاذه والاقتداء به في ذلك .

                                                                                                                                                                                                                              وفيه : كما قال المهلب : أنه - صلى الله عليه وسلم - خص بإحلال المغانم ، وأن رزقه منها بخلاف ما كانت الأنبياء قبله عليه ، وخص بالنصر على من خالفه ، ونصر بالرعب ، وجعلت كلمة الله هي العليا ومن اتبعها هم الأعلون ، وأينما ثقف المخالفون لأمره إلا بحبل من الله -وهو العهد - (باءوا ) بغضب من الله ، وضربت عليهم الذلة والصغار وهي الجزية .




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية