الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                  وأما الركوع والسجود : فينبغي أن تجدد عندهما ذكر كبرياء الله سبحانه وترفع يديك مستجيرا بعفو الله عز وجل من عقابه ، ثم تستأنف له ذلا وتواضعا بركوعك ، وتجتهد في ترقيق قلبك وتجيد خشوعك وتستشعر ذلك وعز مولاك واتضاعك وعلو ربك ، وتستعين على تقرير ذلك في قلبك بلسانك فتسبح ربك وتشهد له بالعظمة وأنه أعظم من كل شيء عظيم ، وتكرر ذلك على قلبك لتؤكده بالتكرار . ثم ترتفع من ركوعك مؤكدا للرجاء في نفسك بقولك : " سمع الله لمن حمده " أي أجاب لمن شكره ، ثم تردف ذلك بالشكر المتقاضي للمزيد فتقول : " ربنا لك الحمد " وتكثر الحمد بقولك : " ملء السماوات وملء الأرض " ، ثم تهوي إلى السجود وهو أعلى درجات الاستكانة فتمكن أعز أعضائك وهو الوجه من أذل الأشياء وهو التراب ، وإن أمكنك أن لا تجعل بينهما حائلا فتسجد على الأرض فافعل ، فإنه أجلب للخشوع وأدل على الذل ، وإذا وضعت نفسك موضع الذل فاعلم أنك وضعتها موضعها ورددت الفرع إلى أصله ، وأنك من التراب خلقت وإليه تعود ، فعند هذا جدد على قلبك عظمة الله وقل : " سبحان ربي الأعلى " وأكده بالتكرار فإن الكرة الواحدة ضعيفة الآثار ، فإذا رق وظهر ذلك فلتصدق رجاءك في رحمة الله فإن رحمته تسارع إلى الضعف والذل لا إلى التكبر والبطر ، فارفع رأسك مكبرا وسائلا حاجتك وقائلا : " رب اغفر وارحم " ثم أكد التواضع بالتكرار فعد إلى السجود ثانيا كذلك .

                                                                  التالي السابق


                                                                  الخدمات العلمية