[ ص: 432 ] سورة النجم

مكية بإجماع من المتأولين، وآيها: اثنتان وستون آية، وحروفها: ألف وأربع مئة وخمسة أحرف، وكلمها ثلاث مئة وستون كلمة، وهي أول سورة أعلن بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وجهر بقراءتها في الحرم، والمشركون يستمعون، وفيها سجد، وسجد معه المؤمنون والمشركون، والجن والإنس غير أبي لهب; فإنه رفع حفنة من تراب إلى جبهته، وقال: يكفيني هذا.

وسبب هذه السورة أن المشركين قالوا: إن محمدا -صلى الله عليه وسلم- يتقول القرآن، ويختلق أقواله، فنزلت الآية في ذلك.

وهذه السورة أول المفصل على أحد القولين في مذهب nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك، وتقدم التنبيه عليه في أول الشورى عند ذكر القول الآخر، وقد ذكر اختلاف الأئمة في المفصل في أول التفسير، ثم ذكر كل مذهب في محله، وهو عند أول الشورى، والحجرات، وق، وهذا المحل، والله الموفق.

بسم الله الرحمن الرحيم

nindex.php?page=treesubj&link=33062nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=1والنجم إذا هوى . [ ص: 433 ]

[1] nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=1والنجم يعني: الثريا، والعرب لا تقول النجم مطلقا إلا للثريا.

nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=1إذا هوى سقط عند غروبه، وقيل: المراد: الجملة من القرآن إذا تنزلت، وذلك أنه روي أن القرآن نزل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نجوما; أي: أقدارا مقدرة في أوقات ما، ويجيء (هوى) على هذا التأويل بمعنى: نزل.

قال nindex.php?page=showalam&ids=13366ابن عطية: وفي هذا المعنى بعد وتحامل على اللغة، ونظير هذه الآية قوله تعالى: nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=75فلا أقسم بمواقع النجوم [الواقعة: 75] ، والخلاف في هذه كالخلاف في تلك، وهو قسم بالنجم وقت هويه، أو بالقرآن وقت نزوله.

* * *

[ ص: 432 ] سُورَةُ النَّجْمِ

مَكِّيَّةٌ بِإِجْمَاعٍ مِنَ الْمُتَأَوِّلِينَ، وَآيُهَا: اثْنَتَانِ وَسِتُّونَ آيَةً، وَحُرُوفُهَا: أَلْفٌ وَأَرْبَعُ مِئَةٍ وَخَمْسَةُ أَحْرُفٍ، وَكَلِمُهَا ثَلَاثُ مِئَةٍ وَسِتُّونَ كَلِمَةً، وَهِيَ أَوَّلُ سُورَةٍ أَعْلَنَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَجَهَرَ بِقِرَاءَتِهَا فِي الْحَرَمِ، وَالْمُشْرِكُونَ يَسْتَمِعُونَ، وَفِيهَا سَجَدَ، وَسَجَدَ مَعَهُ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُشْرِكُونَ، وَالْجِنُّ وَالْإِنْسُ غَيْرَ أَبِي لَهَبٍ; فَإِنَّهُ رَفَعَ حَفْنَةً مِنْ تُرَابٍ إِلَى جَبْهَتِهِ، وَقَالَ: يَكْفِينِي هَذَا.

وَسَبَبُ هَذِهِ السُّورَةِ أَنَّ الْمُشْرِكِينَ قَالُوا: إِنَّ مُحَمَّدًا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَتَقَوَّلُ الْقُرْآنَ، وَيَخْتَلِقُ أَقْوَالَهُ، فَنَزَلَتِ الْآيَةُ فِي ذَلِكَ.

وَهَذِهِ السُّورَةُ أَوَّلُ الْمُفَصَّلِ عَلَى أَحَدِ الْقَوْلَيْنِ فِي مَذْهَبِ nindex.php?page=showalam&ids=16867مَالِكٍ، وَتَقَدَّمَ التَّنْبِيهُ عَلَيْهِ فِي أَوَّلِ الشُّورَى عِنْدَ ذِكْرِ الْقَوْلِ الْآخَرِ، وَقَدْ ذُكِرَ اخْتِلَافُ الْأَئِمَّةِ فِي الْمُفَصَّلِ فِي أَوَّلِ التَّفْسِيرِ، ثُمَّ ذُكِرَ كُلُّ مَذْهَبٍ فِي مَحَلِّهِ، وَهُوَ عِنْدَ أَوَّلِ الشُّورَى، وَالْحُجُرَاتِ، وَق، وَهَذَا الْمَحَلُّ، وَاللَّهُ الْمُوَفِّقُ.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

nindex.php?page=treesubj&link=33062nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=1وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى . [ ص: 433 ]

[1] nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=1وَالنَّجْمِ يَعْنِي: الثُّرَيَّا، وَالْعَرَبُ لَا تَقُولُ النَّجْمَ مُطْلَقًا إِلَّا لِلثُّرَيَّا.

nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=1إِذَا هَوَى سَقَطَ عِنْدَ غُرُوبِهِ، وَقِيلَ: الْمُرَادُ: الْجُمْلَةُ مِنَ الْقُرْآنِ إِذَا تَنَزَّلَتْ، وَذَلِكَ أَنَّهُ رُوِيَ أَنَّ الْقُرْآنَ نَزَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نُجُومًا; أَيْ: أَقْدَارًا مُقَدَّرَةً فِي أَوْقَاتٍ مَا، وَيَجِيءُ (هَوَى) عَلَى هَذَا التَّأْوِيلِ بِمَعْنَى: نَزَلَ.

قَالَ nindex.php?page=showalam&ids=13366ابْنُ عَطِيَّةَ: وَفِي هَذَا الْمَعْنَى بُعْدٌ وَتَحَامُلٌ عَلَى اللُّغَةِ، وَنَظِيرُ هَذِهِ الْآيَةِ قَوْلُهُ تَعَالَى: nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=75فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ [الْوَاقِعَةِ: 75] ، وَالْخِلَافُ فِي هَذِهِ كَالْخِلَافِ فِي تِلْكَ، وَهُوَ قَسَمٌ بِالنَّجْمِ وَقْتَ هُوِيِّهِ، أَوْ بِالْقُرْآنِ وَقْتَ نُزُولِهِ.

* * *