الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب

                                                                                                                                                                                                                                      190 - إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأدلة واضحة على صانع قديم، عليم، حكيم، قادر. لأولي الألباب لمن خلص عقله عن الهوى خلوص اللب عن القشر، فيرى أن العرض المحدث في الجواهر يدل على حدوث الجواهر; لأن جوهرا ما لا ينفك عن عرض حادث، وما لا يخلو عن الحادث فهو حادث، ثم حدوثها يدل على محدثها، وذا قديم، وإلا لاحتاج إلى محدث آخر إلى ما لا يتناهى، وحسن صنعه يدل على علمه، وإتقانه يدل على حكمته، وبقاؤه يدل على قدرته. قال صلى الله عليه وسلم: "ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها". وحكي فيها أنه في بني إسرائيل من إذا عبد الله ثلاثين سنة أظلته سحابة، فعبده فتى فلم تظله، فقالت له أمه: لعل فرطة فرطت منك في [ ص: 321 ] مدتك؟! قال: ما أذكر. قالت: لعلك نظرت مرة إلى السماء ولم تعتبر؟! قال، لعل. قالت: فما أوتيت إلا من ذاك.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية