الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      فقالوا أبشرا منا واحدا نتبعه إنا إذا لفي ضلال وسعر

                                                                                                                                                                                                                                      24 - فقالوا أبشرا منا واحدا ؛ انتصب "بشرا"؛ بفعل يفسره نتبعه ؛ تقديره: "أنتبع بشرا منا واحدا؟!"؛ إنا إذا لفي ضلال وسعر ؛ كان يقول: إن لم تتبعوني كنتم في ضلال عن الحق؛ و"سعر"؛ ونيران؛ جمع "سعير"؛ فعكسوا عليه؛ فقالوا: إن اتبعناك كنا كما تقول؛ وقيل: "الضلال": الخطأ؛ والبعد عن الصواب؛ و"السعر": الجنون"؛ وقولهم: "أبشرا"؛ إنكار لأن يتبعوا [ ص: 404 ] مثلهم في الجنسية؛ وطلبوا أن يكون من الملائكة؛ وقالوا: "منا"؛ لأنه إذا كان منهم كانت المماثلة أقوى؛ وقالوا: "واحدا"؛ إنكارا لأن تتبع الأمة رجلا واحدا؛ أو أرادوا: "واحدا"؛ من أفنائهم؛ ليس بأشرفهم؛ وأفضلهم؛ ويدل عليه قوله:

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية