الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            1970 - ذكر قصة إسلام زيد بن حارثة بلسانه عند النبي

                                                                                            5009 - حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب من أصل كتابه ، ثنا الحسن بن [ ص: 228 ] علي بن عفان ، ثنا أبو أسامة ، ثنا محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب ، عن أسامة بن زيد ، عن زيد بن حارثة رضي الله عنهما قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو مردفي إلى نصب من الأنصاب ، فذبحنا له شاة ووضعناها في التنور ، حتى إذا نضجت استخرجناها فجعلناها في سفرتنا ، ثم أقبل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يسير وهو مردفي في أيام الحر من أيام مكة ، حتى إذا كنا بأعلى الوادي لقي فيه زيد بن عمرو بن نفيل ، فحيا أحدهما الآخر بتحية الجاهلية ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " ما لي أرى قومك قد شنفوك ؟ " قال : أما والله إن ذلك لتغير ثائرة كانت مني إليهم ، ولكني أراهم على ضلالة ، قال : فخرجت أبتغي هذا الدين حتى قدمت على أحبار يثرب فوجدتهم يعبدون الله ويشركون به ، فقلت : ما هذا بالدين الذي أبتغي ، فخرجت حتى أقدم على أحبار أيلة فوجدتهم يعبدون الله ويشركون به ، فقلت : ما هذا بالدين الذي أبتغي ، فقال لي حبر من أحبار الشام : إنك تسأل عن دين ما نعلم أحدا يعبد الله به إلا شيخا بالجزيرة ، فخرجت حتى قدمت إليه ، فأخبرته الذي خرجت له ، فقال : إن كل من رأيته في ضلالة إنك تسأل عن دين هو دين الله ، ودين ملائكته ، وقد خرج في أرضك نبي أو هو خارج ، يدعو إليه ، ارجع إليه وصدقه واتبعه ، وآمن بما جاء به ، فرجعت فلم أحسن شيئا بعد ، فأناخ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم البعير الذي كان تحته ، ثم قدمنا إليه السفرة التي كان فيها الشواء ، فقال : ما هذه ؟ فقلنا : " هذه شاة ذبحناها لنصب كذا وكذا " ، فقال : " إني لا آكل ما ذبح لغير الله " ، وكان صنما من نحاس يقال له : إساف ونائلة يتمسح به المشركون إذا طافوا ، فطاف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وطفت معه ، فلما مررت مسحت به ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " لا تمسه " ، قالزيد : فطفنا ، فقلت في نفسي : لأمسنه حتى أنظر ما يقول ، فمسحته ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " ألم تنه ؟ " قال زيد : فوالذي أكرمه وأنزل عليه الكتاب ما استلمت صنما حتى أكرمه الله بالذي أكرمه ، وأنزل عليه الكتاب ، ومات زيد بن عمرو بن نفيل قبل أن يبعث ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " يأتي يوم القيامة أمة وحده " .

                                                                                            صحيح على شرط مسلم ، ولم يخرجاه ، ومن تأمل هذا الحديث عرف فضل زيد وتقدمه في الإسلام قبل الدعوة .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية