الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          وأما القصاص مثل أن يظلم صبي صبيا أو مجنون مجنونا ، أو بهيمة بهيمة فيقتص للمظلوم من الظالم وإن لم يكن في ذلك زجر عن المستقبل لكن لاشتفاء المظلوم وأخذ حقه ، فيتوجه أن يقال : يفعل ذلك لا يخلو [ ص: 107 ] عن ردع وزجر في المستقبل ، ففعله لأجل الزجر ، وإلا لم يشرع لعدم الأثر به والفائدة في الدنيا ، وأما في الآخرة فالله تعالى يتولى ذلك للعدل بين خلقه ، فلا يلزم منه فعلنا نحن كما قال ابن حامد : القصاص بين البهائم والشجر والعيدان جائز شرعا بإيقاع مثل ما كان في الدنيا ، وكما قال أبو محمد البربهاري في القصاص من الحجر : لم نكب أصبع الرجل ؟ وهذا ظاهر كلامهم السابق في التعزير أو صريحه فيمن لم يميز .

                                                                                                          وقال شيخنا : القصاص موافق لأصول الشريعة ، واحتج بثبوته في الأموال ، وبوجوب دية الخطإ ، وبقتال البغاة المغفور لهم ، قال : فتبين بذلك أن الظلم والعدوان يؤدى فيه حق المظلوم مع عدم التكليف فإنه من العدل ، وحرم الله تعالى الظلم على نفسه ، وجعله محرما بين عباده ، كذا قال ، وبتقريره فإنما يدل في الآدميين .

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          الخدمات العلمية