[ ص: 509 ] بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير سورة "الأعراف"
وهي مكية كلها؛ قاله وغيره؛ وقال الضحاك : هي مكية إلا قوله - تبارك وتعالى -: مقاتل واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر ؛ إلى قوله - سبحانه وتعالى -: من ظهورهم ذريتهم ؛ فإن هذه الآيات مدنية.
قوله - عز وجل -:
الـمـص كتاب أنزل إليك فلا يكن في صدرك حرج منه لتنذر به وذكرى للمؤمنين اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون
تقدم القول في تفسير الحروف المقطعة التي في أوائل السور؛ وذكر اختلاف المتأولين فيها؛ ويختص هذا الموضع - زائدا على تلك الأقوال - بما قاله : إن "الـمـص"؛ هجاء اسم الله - تبارك وتعالى -؛ هو: "المصور"؛ وبقول السدي : إن معناه: "أنا الله الفاصل". زيد بن علي
وقوله تعالى كتاب أنزل إليك ؛ الآية؛ قال وغيره: "كتاب"؛ رفع على الخبر للحروف؛ كأنه قال: "هذه الحروف كتاب أنزل إليك"؛ ورد الفراء على هذا القول بما لا طائل فيه؛ وقال غيره: "كتاب"؛ رفع على خبر ابتداء مضمر؛ تقديره: "هذا كتاب"؛ و الزجاج "أنزل إليك"؛ في موضع الصفة لـ "كتاب".
ثم نهي النبي - صلى اللـه عليه وسلم - أن يبرم؛ أو يستصحب من هذا الكتاب؛ أو بسبب من أسبابه؛ حرجا؛ ولفظ النهي هو للحرج؛ ومعناه للنبي - عليه الصلاة والسلام -؛ وأصل "الحرج": الضيق؛ ومنه "الحرجة": الشجر الملتف؛ الذي قد تضايق؛ والحرج - ههنا - يعم الشك؛ والخوف؛ والهم؛ [ ص: 510 ] وكل ما يضيق الصدر؛ وبحسب سبب الحرج يفسر الحرج ههنا؛ وتفسيره بالشك قلق؛ والضمير في "منه"؛ عائد على الكتاب؛ أي: بسبب من أسبابه؛ و"من"؛ ههنا؛ لابتداء الغاية؛ وقيل: يعود على التبليغ؛ الذي يتضمنه معنى الآية؛ وقيل: على الإنذار.
قال القاضي أبو محمد - رحمه الله -: وهذا التخصيص كله لا وجه له؛ إذ اللفظ يعم الجهات التي هي من سبب الكتاب ولأجله؛ وذلك يستغرق التبليغ؛ والإنذار؛ وتعرض المشركين؛ وتكذيب المكذبين؛ وغير ذلك؛ وقوله تعالى فلا يكن في صدرك حرج منه ؛ اعتراض في أثناء الكلام؛ ولذلك قال بعض الناس: إن فيه تقديما وتأخيرا؛ وقوله تعالى "لتنذر"؛ اللام متعلقة بـ "أنزل"؛ وقوله تعالى "وذكرى"؛ معناه: تذكرة؛ وإرشاد؛ و"ذكرى"؛ في موضع رفع؛ عطفا على قوله - سبحانه -: "كتاب"؛ فالتقدير: "هذه الحروف كتاب وذكرى"؛ وقيل: رفعه على جهة العطف على صفة الكتاب؛ فالتقدير: "هذه الحروف كتاب منزل إليك وذكرى"؛ فهي عطف على "منزل"؛ داخلة في صفة الكتاب؛ وقيل: "وذكرى"؛ في موضع نصب بفعل مضمر؛ تقديره: "لتنذر به وتذكر ذكرى للمؤمنين"؛ وقيل: نصبها على المصدر؛ وقيل: "وذكرى"؛ في موضع خفض؛ عطفا على قوله تعالى "لتنذر"؛ أي: "لإنذارك وذكرى".
وقوله تعالى اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ؛ الآية؛ قال ؛ وحكاه: التقدير: "قل اتبعوا"؛ فحذف القول لدلالة الإنذار المتقدم الذكر عليه؛ وقالت فرقة: قوله تعالى "اتبعوا"؛ أمر يعم النبي - صلى اللـه عليه وسلم -؛ وأمته. الطبري
قال القاضي أبو محمد - رحمه الله -: والظاهر أن يكون أمرا لجميع الناس؛ أي: "اتبعوا ملة الإسلام؛ والقرآن".
[ ص: 511 ] وقرأ الجحدري: "ابتغوا ما أنزل"؛ من "الابتغاء"؛ وقرأ : و"ولا تبتغوا"؛ من "الابتغاء"؛ أيضا؛ وقوله تعالى "أولياء"؛ يريد كل ما عبد واتبع من دون الله تعالى ؛ كالأصنام؛ والأحبار؛ والكهان؛ والنار؛ والكواكب؛ وغير ذلك؛ والضمير في قوله تعالى مجاهد "من دونه"؛ راجع إلى "ربكم"؛ هذا أظهر وجوهه؛ وأبينها؛ وقيل: يعود على "ما"؛ من قوله: "اتبعوا ما"؛ وقيل: يعود على الكتاب؛ المتقدم الذكر؛ و"قليلا"؛ نعت لمصدر؛ نصب بفعل مضمر؛ وقال : هو منصوب بالفعل الذي بعده؛ قال مكي : و"ما"؛ في قوله تعالى الفارسي "ما تذكرون"؛ موصولة بالفعل؛ وهي مصدرية؛ وقرأ ؛ ابن كثير ؛ ونافع ؛ وأبو عمرو ؛ في رواية وعاصم - رضي الله عنه -: "تذكرون"؛ بتشديد الذال؛ والكاف؛ وقرأ أبي بكر ؛ حمزة ؛ والكسائي ؛ في رواية وعاصم حفص : "تذكرون"؛ بتخفيف الذال؛ وتشديد الكاف؛ وقرأ : "يتذكرون"؛ بالياء؛ كناية عن غيب؛ وروي عنه أنه قرأ: "تتذكرون"؛ بتاءين؛ على مخاطبة حاضرين. ابن عامر
تفسير سورة الأعراف
- تفسير قوله عز وجل المص كتاب أنزل إليك فلا يكن في صدرك حرج منه
- تفسير قوله عز وجل وكم من قرية أهلكناها فجاءها بأسنا بياتا أو هم قائلون
- تفسير قوله عز وجل والوزن يومئذ الحق فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون
- تفسير قوله عز وجل ولقد مكناكم في الأرض وجعلنا لكم فيها معايش قليلا ما تشكرون
- تفسير قوله عز وجل قال ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين
- تفسير قوله عز وجل ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين
- تفسير قوله عز وجل ويا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة فكلا من حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين
- تفسير قوله عز وجل فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما ووري عنهما من سوءاتهما
- تفسير قوله عز وجل فدلاهما بغرور فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة
- تفسير قوله عز وجل قال اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين
- تفسير قوله عز وجل يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوءاتهما
- تفسير قوله عز وجل قل أمر ربي بالقسط وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد وادعوه مخلصين له الدين
- تفسير قوله عز وجل يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا
- تفسير قوله عز وجل قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق
- تفسير قوله عز وجل فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بآياته
- تفسير قوله عز وجل قال ادخلوا في أمم قد خلت من قبلكم من الجن والإنس في النار
- تفسير قوله عز وجل إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط
- تفسير قوله عز وجل ونزعنا ما في صدورهم من غل تجري من تحتهم الأنهار
- تفسير قوله عز وجل ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا
- تفسير قوله عز وجل وبينهما حجاب وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم
- تفسير قوله عز وجل أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون
- تفسير قوله عز وجل هل ينظرون إلا تأويله يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق
- تفسير قوله عز وجل ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين
- تفسير قوله عز وجل وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته
- تفسير قوله عز وجل لقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره
- تفسير قوله عز وجل أوعجبتم أن جاءكم ذكر من ربكم على رجل منكم لينذركم ولتتقوا
- تفسير قوله عز وجل وإلى عاد أخاهم هودا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره أفلا تتقون
- تفسير قوله عز وجل أوعجبتم أن جاءكم ذكر من ربكم على رجل منكم لينذركم
- تفسير قوله عز وجل قال قد وقع عليكم من ربكم رجس وغضب
- تفسير قوله عز وجل واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد عاد وبوأكم في الأرض تتخذون من سهولها قصورا
- تفسير قوله عز وجل فعقروا الناقة وعتوا عن أمر ربهم وقالوا يا صالح ائتنا بما تعدنا إن كنت من المرسلين
- تفسير قوله عز وجل ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين
- تفسير قوله عز وجل وإلى مدين أخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره
- تفسير قوله عز وجل وإن كان طائفة منكم آمنوا بالذي أرسلت به وطائفة لم يؤمنوا فاصبروا حتى يحكم الله
- تفسير قوله عز وجل قال الملأ الذين استكبروا من قومه لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو لتعودن في ملتنا
- تفسير قوله عز وجل وقال الملأ الذين كفروا من قومه لئن اتبعتم شعيبا إنكم إذا لخاسرون
- تفسير قوله عز وجل وما أرسلنا في قرية من نبي إلا أخذنا أهلها بالبأساء والضراء لعلهم يضرعون
- تفسير قوله عز وجل أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا وهم نائمون
- تفسير قوله عز وجل تلك القرى نقص عليك من أنبائها
- تفسير قوله عز وجل ثم بعثنا من بعدهم موسى بآياتنا إلى فرعون وملائه
- تفسير قوله عز وجل قال الملأ من قوم فرعون إن هذا لساحر عليم
- تفسير قوله عز وجل وأوحينا إلى موسى أن ألق عصاك فإذا هي تلقف ما يأفكون
- تفسير قوله عز وجل قالوا إنا إلى ربنا منقلبون وما تنقم منا إلا أن آمنا بآيات ربنا لما جاءتنا
- تفسير قوله عز وجل قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا
- تفسير قوله عز وجل فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه وإن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه
- تفسير قوله عز وجل ولما وقع عليهم الرجز قالوا يا موسى ادع لنا ربك بما عهد عندك
- تفسير قوله عز وجل وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها
- تفسير قوله عز وجل إن هؤلاء متبر ما هم فيه وباطل ما كانوا يعملون
- تفسير قوله عز وجل وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر
- تفسير قوله عز وجل فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا
- تفسير قوله عز وجل سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق
- تفسير قوله عز وجل واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلا جسدا له خوار
- تفسير قوله عز وجل ولما رجع موسى إلى قومه غضبان أسفا قال بئسما خلفتموني من بعدي
- تفسير قوله عز وجل قال رب اغفر لي ولأخي وأدخلنا في رحمتك وأنت أرحم الراحمين
- تفسير قوله عز وجل ولما سكت عن موسى الغضب أخذ الألواح وفي نسختها هدى ورحمة للذين هم لربهم يرهبون
- تفسير قوله عز وجل واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة وفي الآخرة إنا هدنا إليك
- تفسير قوله عز وجل الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل
- تفسير قوله عز وجل قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا الذي له ملك السماوات والأرض
- تفسير قوله عز وجل وأوحينا إلى موسى إذ استسقاه قومه أن اضرب بعصاك الحجر فانبجست منه اثنتا عشرة عينا
- تفسير قوله عز وجل وإذ قيل لهم اسكنوا هذه القرية وكلوا منها حيث شئتم وقولوا حطة
- تفسير قوله عز وجل وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا
- تفسير قوله عز وجل وإذ تأذن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب
- تفسير قوله عز وجل فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب يأخذون عرض هذا الأدنى ويقولون سيغفر لنا
- تفسير قوله عز وجل وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة وظنوا أنه واقع بهم
- تفسير قوله عز وجل أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم
- تفسير قوله عز وجل ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه
- تفسير قوله عز وجل لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها
- تفسير قوله عز وجل وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون
- تفسير قوله عز وجل من يضلل الله فلا هادي له ويذرهم في طغيانهم يعمهون
- تفسير قوله عز وجل قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله
- تفسير قوله عز وجل فلما آتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما آتاهما فتعالى الله عما يشركون
- تفسير قوله عز وجل إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين
- تفسير قوله عز وجل والذين تدعون من دونه لا يستطيعون نصركم ولا أنفسهم ينصرون
- تفسير قوله عز وجل إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون
- تفسير قوله عز وجل وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون