الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                صفحة جزء
                                                                                4863 [ ص: 642 ] ما قالوا في المشركين يدعون المسلمين إلى غير ما ينبغي ، أيجيبونهم أم لا ، ويكرهون عليه ؟ .

                                                                                ( 1 ) حدثنا ابن علية عن يونس عن الحسن أن عيونا لمسيلمة أخذوا رجلين من المسلمين فأتوه بهما ، فقال لأحدهما : أتشهد أن محمدا رسول الله ؟ قال : نعم ، فقال : أتشهد أن محمدا رسول الله ؟ قال : نعم ، قال : أتشهد أني رسول الله ، قال : فأهوى إلى أذنيه فقال : إني أصم ، قال : ما لك إذا قلت لك : تشهد أني رسول الله ، قلت إني أصم ، فأمر به فقتل ، وقال للآخر : أتشهد أن محمدا رسول الله ؟ قال : نعم ، فقال : أتشهد أني رسول الله ؟ قال : نعم ، فأرسله ، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله : هلكت ، قال : وما شأنك ؟ فأخبروه بقصته وقصة صاحبه ، فقال : أما صاحبك فمضى على إيمانه ، وأما أنت فأخذت بالرخصة .

                                                                                ( 3 ) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن مخارق بن خليفة عن طارق بن شهاب عن سلمان قال : دخل رجل الجنة في ذباب ودخل رجل النار ، مر رجلان على قوم قد عكفوا على صنم لهم وقالوا : لا يمر علينا اليوم أحد إلا قدم شيئا ، فقالوا لأحدهما : قدم شيئا ، فأبى فقتل ، وقالوا للآخر : قدم شيئا ، فقالوا : قدم ولو ذبابا ، فقال : وأيش ذباب ، فقدم ذبابا فدخل النار ، فقال سلمان : فهذا دخل الجنة في ذباب ، ودخل هذا النار في ذباب .

                                                                                ( 4 ) حدثنا وكيع قال ثنا جرير بن حازم عن قيس بن سعد عن عطاء في رجل أخذه العدو فأكرهوه على شرب الخمر وأكل الخنزير ، قال : إن أكل وشرب فرخصة ، وإن قتل أصاب خيرا .

                                                                                ( 5 ) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن برد عن مكحول قال : ليس في الخمر رخصة ؛ لأنها لا تروي .

                                                                                ( 6 ) حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن عمر بن عطية قال : سمعت أبا جعفر يقول : التقية لا تحل إلا كما تحل الميتة للمضطر [ ص: 643 ]

                                                                                ( 7 ) حدثنا مروان عن عوف عن الحسن قال : التقية جائزة للمؤمن إلى يوم القيامة إلا أنه كان لا يجعل في القتل تقية .

                                                                                ( 8 ) حدثنا وكيع عن سفيان عن ابن جريج عن رجل عن ابن عباس قال : التقية إنما هي باللسان ليست باليد .

                                                                                ( 9 ) حدثنا عبد الله بن نمير عن أبي جعفر عن الربيع عن أبي العالية إلا أن تتقوا منهم تقاة قال : التقية باللسان وليس بالعمل .

                                                                                ( 10 ) حدثنا وكيع عن إسرائيل عن عبد الأعلى عن ابن الحنفية قال : سمعته يقول : لا إيمان لمن لا تقية له .

                                                                                ( 11 ) حدثنا علي بن مسهر عن أبي حيان عن أبيه عن الحارث بن سويد عن عبد الله قال : ما من كلام أتكلم به بين يدي سلطان يدرأ عني به ما بين سوط إلى سوطين إلا كنت متكلما به .

                                                                                ( 12 ) حدثنا شريك عن جابر عن أبي جعفر قال : التقية أوسع ما بين السماء إلى الأرض .

                                                                                ( 13 ) حدثنا وكيع عن فضيل بن مرزوق عن الحسن بن أبي الحسن قال : إنما التقية رخصة ، والفضل القيام بأمر الله .

                                                                                ( 14 ) حدثنا ابن علية عن خالد عن أبي قلابة قال : قال حذيفة : إني أشتري ديني بعضه ببعض مخافة أن يذهب كله .

                                                                                ( 15 ) حدثنا عبد الله بن نمير عن الأعمش عن عبد الملك بن ميسرة عن النزال بن سبرة قال : دخل ابن مسعود وحذيفة على عثمان ، فقال عثمان لحذيفة : بلغني أنك قلت كذا وكذا ؟ قال : لا والله ما قلته ، فلما خرج قال له عبد الله : ما لك فلم تقوله ما سمعتك تقول ؟ قال : إني أشتري ديني بعضه ببعض مخافة أن يذهب كله .

                                                                                التالي السابق


                                                                                الخدمات العلمية