الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          [ ص: 212 ] 18 - باب الموادعة ، والمهادنة .

                                                                                                                          ذكر الإباحة للإمام مصالحة الأعداء إذا علم بالمسلمين ضعفا عن قتالهم

                                                                                                                          4869 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال : أخبرنا عيسى بن يونس قال : حدثنا زكريا بن أبي زائدة عن أبي إسحاق عن البراء ، قال : لما حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم عند البيت صالحه أهل مكة على أن يدخلها ، ويقيم بها ثلاثا ، ولا يدخلها إلا بجلبان السلاح ؛ السيف وقرابه ، ولا يخرج معه أحد ممن دخل معه ، ولا يمنع أحدا يمكث فيها ممن كان معه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي : اكتب الشرط بيننا : هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال المشركون : لو علمنا أنك رسول الله بايعناك ، ولكن اكتب : محمد بن عبد الله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : امحه واكتب : محمد بن عبد الله ، فقال علي : لا أمحوه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : امحه ، واكتب محمد بن عبد الله ، فقال علي : لا أمحوه ، فقال [ ص: 213 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم : أرني مكانه حتى أمحوه ، فمحاه ، وكتب : محمد بن عبد الله ، فأقام بها ثلاثا ، فلما كان آخر اليوم الثالث ، قالوا لعلي : قد مضى شرط صاحبك ، فمره ، فليخرج ، فأخبره بذلك قال : نعم .

                                                                                                                          [ ص: 214 ] قال أبو حاتم : قولهم في الشرط : ولا يخرج معه أحد ممن دخل معه ، أرادوا به على كره منهم ، إذ محال أن لا يخرج أحدا ممن دخل معه من أصحابه أصلا .

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          الخدمات العلمية