الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( ومريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين ( 12 ) )

يقول تعالى ذكره : ( وضرب الله مثلا للذين آمنوا ) ( مريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها ) يقول : التي منعت جيب درعها جبريل عليه السلام ، وكل ما كان في الدرع من خرق أو فتق ، فإنه يسمى فرجا ، وكذلك كل صدع وشق في حائط ، أو فرج سقف فهو فرج .

وقوله : ( فنفخنا فيه من روحنا ) يقول : فنفخنا فيه في جيب درعها ، وذلك فرجها ، من روحنا من جبريل ، وهو الروح .

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ( فنفخنا فيه من روحنا ) فنفخنا في جيبها من روحنا ( وصدقت بكلمات ربها ) يقول : آمنت بعيسى ، وهو كلمة الله ( وكتبه ) يعني التوراة والإنجيل ( وكانت من القانتين ) يقول : وكانت من القوم المطيعين .

كما حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ( من القانتين ) من المطيعين .

آخر تفسير سورة التحريم

التالي السابق


الخدمات العلمية