الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                  صفحة جزء
                                                                  عبيد بن السباق عن زيد بن ثابت

                                                                  4901 - حدثنا مطلب بن شعيب الأزدي ، ثنا عبد الله بن صالح ، حدثني الليث ، حدثني عبد الرحمن بن خالد بن مسافر ، عن ابن شهاب ، عن ابن السباق ، أن زيد بن ثابت ، حدثه قال : " أرسل إلي أبو بكر - رضي الله عنه - مقتل أهل اليمامة ، فإذا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - عنده ، فقال أبو بكر : إن عمر أتاني ، فقال لي : إن القتل قد استحر بأهل اليمامة من قراء المسلمين ، وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء في مواطن ، فيذهب كثير من القرآن لا يوعى ، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن ، فقلت لعمر : كيف أفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال عمر : هو والله خير ، فلم يزل [ ص: 147 ] يراجعني في ذلك حتى شرح الله صدري بذلك ، ورأيت فيه الذي رأى عمر ، فقال لزيد بن ثابت وعمر جالس عنده لا يتكلم : إنك رجل شاب لا أتهمك ، وكنت تكتب الوحي لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فتتبع القرآن فاجمعه " ، فقال زيد : " فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال [ ص: 148 ] ما كان أثقل علي مما أمرني به من جمع القرآن ، قلت : كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : هو والله خير ، فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر ، فقمت فتتبعت القرآن أجمعه من الرقاع والأكتاف والأقتاب والعسب وصدور الرجال حتى وجدت آخر سورة التوبة مع خزيمة بن ثابت الأنصاري لم أجدها مع أحد غيره لقد جاءكم رسول من أنفسكم " " وكانت الصحف عند أبي بكر - رضي الله عنه - حياته حتى توفاه الله - عز وجل - ، ثم عند عمر - رضي الله عنه - حتى توفاه الله ، ثم عند حفصة بنت عمر حتى جمع عثمان القرآن منها في المصاحف " .

                                                                  التالي السابق


                                                                  الخدمات العلمية