الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( ولقد كذب الذين من قبلهم فكيف كان نكير ( 18 ) أولم يروا إلى الطير فوقهم صافات ويقبضن ما يمسكهن إلا الرحمن إنه بكل شيء بصير ( 19 ) )

يقول تعالى ذكره : ولقد كذب الذين من قبل هؤلاء المشركين من قريش من الأمم الخالية رسلهم . ( فكيف كان نكير ) يقول : فكيف كان نكيري تكذيبهم إياهم ( أولم يروا إلى الطير فوقهم صافات ) يقول : أولم ير هؤلاء المشركون إلى الطير فوقهم صافات أجنحتهن ( ويقبضن ) يقول : ويقبضن أجنحتهن أحيانا . وإنما عني بذلك أنها تصف أجنحتها أحيانا ، وتقبض أحيانا .

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . [ ص: 514 ]

ذكر من قال ذلك :

حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، في قوله : ( صافات ) قال : الطير يصف جناحه كما رأيت ، ثم يقبضه .

حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ; وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : ( صافات ويقبضن ) بسطهن أجنحتهن وقبضهن .

وقوله : ( ما يمسكهن إلا الرحمن ) يقول : ما يمسك الطير الصافات فوقكم إلا الرحمن . يقول : فلهم بذلك مذكر إن ذكروا ، ومعتبر إن اعتبروا ، يعلمون به أن ربهم واحد لا شريك له ( إنه بكل شيء بصير ) يقول : إن الله بكل شيء ذو بصر وخبرة ، لا يدخل تدبيره خلل ، ولا يرى في خلقه تفاوت .

التالي السابق


الخدمات العلمية