الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 520 ] القول في تأويل قوله تعالى : ( قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين ( 30 ) )

يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : ( قل ) يا محمد لهؤلاء المشركين : ( أرأيتم ) أيها القوم العادلون بالله ( إن أصبح ماؤكم غورا ) يقول : غائرا لا تناله الدلاء ( فمن يأتيكم بماء معين ) يقول : فمن يجيئكم بماء معين ، يعني بالمعين : الذي تراه العيون ظاهرا

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : ( فمن يأتيكم بماء معين ) يقول : بماء عذب .

حدثنا ابن عبد الأعلى بن واصل ، قال : ثني عبيد بن قاسم البزاز ، قال : ثنا شريك ، عن سالم ، عن سعيد بن جبير في قوله : ( إن أصبح ماؤكم غورا ) لا تناله الدلاء ( فمن يأتيكم بماء معين ) قال : الظاهر .

حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : ( قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا ) : أي ذاهبا ( فمن يأتيكم بماء معين ) قال : الماء المعين : الجاري .

حدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : ثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول ، في قوله : ( ماؤكم غورا ) ذاهبا ( فمن يأتيكم بماء معين ) جار .

وقيل غورا ، فوصف الماء بالمصدر ، كما يقال : ليلة عم ، يراد : ليلة عامة .

آخر تفسير سورة الملك

التالي السابق


الخدمات العلمية