الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
معاني «ما» الواردة في قوله تعالى : والله خلقكم وما تعملون

وفي المطبوع : «تعلمون» ، وهو خطأ . وقال تعالى : قال أتعبدون ما تنحتون والله خلقكم وما تعملون [الصافات : 95 96] .

«ما» إما موصولة; أي : وخلق الذي تصنعونه على العموم ، ويدخل فيه الأصنام التي تنحتونها دخولا أوليا ، ويكون معنى العمل هنا : التصوير والنحت ، ونحوهما عمل الصائغ السوار; أي : صاغه .

ويرجحه ما قبله; أي : أتعبدون الذي تنحتون ؟!

أو مصدرية; أي : خلقكم وخلق عملكم . وجعلها الأشعرية دليلا على خلق أفعال العباد لله تعالى ، وهو الحق; فإن فعلهم كان بخلق الله فيهم ، فكان مفعولهم المتوقف على فعلهم أولى بذلك ، ويرجح على الأول بعدم الحذف والمجاز .

ويجوز أن تكون «ما» استفهامية; أي : أي شيء تعملون ؟ ومعنى الاستفهام التوبيخ والتقريع .

ويجوز أن تكون نافية; أي : إن العمل في الحقيقة ليس لكم ، فأنتم لا تعملون شيئا . وقد طول الزمخشري في «الكشاف» في رد قول من قال : إنها مصدرية ، ولكن بما لا طائل تحته .

[ ص: 143 ] وجعلها موصولة أولى بالمقام ، وأوفق بسياق الكلام ، كذا في «فتح البيان» .

التالي السابق


الخدمات العلمية