الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
حذف جواب الشرط قوله : إن كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله فآمن واستكبرتم ( الأحقاف : 10 ) ، أي : أفلستم ظالمين ؟ بدليل قوله عقبه : إن الله لا يهدي القوم الظالمين ( الأحقاف : 10 ) ، وقدره البغوي : من المحق منا ومن المبطل ؟ ونقله عن أكثر المفسرين .

ومن حذف جواب الفعل : اذهبا إلى القوم الذين كذبوا بآياتنا فدمرناهم ( الفرقان : 36 ) ، تقديره : " فذهبا إليهم فكذبوهما فدمرناهم " والفاء العاطفة على الجواب المحذوف هي المسماة عندهم بالفاء الفصيحة .

وقال صاحب " المفتاح " وانظر إلى الفاء الفصيحة في قوله تعالى : فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم ( البقرة : 54 ) ، كيف أفادت : " ففعلتم فتاب عليكم " .

[ ص: 253 ] وقوله : اضربوه ببعضها ( البقرة : 73 ) تقديره : فضربوه فحيي كذلك يحيي الله الموتى ( البقرة : 73 ) .

وقال صاحب " الكشاف " في قوله تعالى : ولقد آتينا داود وسليمان علما وقالا الحمد لله الذي فضلنا على كثير ( النمل : 15 ) ، تقديره : فعملا به وعلماه ، وعرفا حق النعمة فيه والفضيلة وقالا الحمد لله ( النمل : 15 ) .

وقال السكاكي : هو إخبار عما صنع بهما وعما قالاه ، حتى كأنه قيل : نحن فعلنا إيتاء العلم ، وهما فعلا الحمد ; تعريضا لاستثارة الحمد على إيتاء العلم إلى فهم السامع ، مثله : " قم يدعوك " بدل " قم فإنه يدعوك " .

التالي السابق


الخدمات العلمية