الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
الرد على مذهب القدرية والمعتزلة في أفعال العباد

والمقصود هنا من إيراد هذه الآية : الرد على القدرية والمعتزلة القائلين بأن أعمال العباد مخلوقة لهم ، لا لله سبحانه ، ولا شيء أصرح من هذه على هذا المراد .

والآيات الأخرى تدل له; كقوله تعالى : يقولون هل لنا من الأمر من شيء قل إن الأمر كله لله ; [آل عمران : 154] أي : ليس لكم ، ولا لغيركم منه شيء .

وقال تعالى : وما تشاءون إلا أن يشاء الله [الإنسان : 30]; أي : الأمر إليه سبحانه ، لا إليكم ، والخير والشر بيده لا بيدكم ، لا مانع لما أعطى ، ولا معطي لما منع ، فمشيئة العبد مجردة لا تأتي بخير ولا تدفع شرا ، وإن كان يثاب على المشيئة الصالحة ، ويؤجر على قصد الخير ، كما في حديث : «إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرئ ما نوى» .

قال الزجاج : أي : لستم تشاؤون إلا بمشيئة الله .

والآية الشريفة حجة على المعتزلة والقدرية النفاة لمشيئة الله المثبتة لمشيئة العباد .

وما أجهلهم بكلام الله وكلام رسوله ، وأبعدهم عن مدارك الشرع وفهم الكتاب والسنة!

التالي السابق


الخدمات العلمية