الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
حذف جواب القسم لعلم السامع المراد منه ; كقوله تعالى : والنازعات غرقا والناشطات نشطا والسابحات سبحا فالسابقات سبقا فالمدبرات أمرا يوم ترجف الراجفة ( النازعات : 1 - 5 ) تقديره : لتبعثن ولتحاسبن ; بدليل إنكارهم للبعث في قولهم : يقولون أئنا لمردودون في الحافرة ( النازعات : 10 ) .

وقيل : القسم وقع على قوله : إن في ذلك لعبرة لمن يخشى ( النازعات : 26 ) .

وكقوله تعالى : لن نؤثرك ( طه : 72 ) ، وحذف لدلالة الكلام السابق عليه .

واختلف في جواب القسم في : ص والقرآن ذي الذكر ( ص : 1 ) ، فقال الزجاج : إن ذلك لحق تخاصم أهل النار ( ص : 64 ) ، واستبعده الكسائي .

وقال الفراء : قد تأخر كثيرا ، وجرت بينهما قصص مختلفة ، فلا يستقيم ذلك في العربية .

وقيل : كم أهلكنا ( ص : 3 ) ، ومعناه : لكم أهلكنا ، وما بينهما اعتراض ، وحذفت اللام لطول الكلام .

وقال الأخفش : إن كل إلا كذب الرسل ( ص : 14 ) ، والمعترض بينهما قصة [ ص: 263 ] واحدة . وعن قتادة : بل الذين كفروا في عزة وشقاق ( ص : 2 ) مثل ق والقرآن المجيد بل عجبوا ( ق : 1 - 2 ) .

وقال صاحب " النظم " في هذا القول : معنى " بل " توكيد الأمر بعده فصار مثل " أن " الشديدة تثبت ما بعدها ، وإن كان لها معنى آخر في نفي خبر متقدم ؛ كأنه قال : إن الذين كفروا في عزة وشقاق .

وقال أبو القاسم الزجاجي : إن النحويين قالوا : إن " بل " تقع في جواب القسم كما تقع " إن " لأن المراد بها توكيد الخبر ، وذلك في : ص والقرآن . . . ( ص : 1 ) الآية ، وفي : ق والقرآن . . . ( ق : 1 ) الآية ، وهذا من طريق الاعتبار ، ويصلح أن يكون بمعنى " إن " لأنه سائغ في كلامهم أو يكون " بل " جوابا للقسم ؛ لكن لما كانت متضمنة رفع خبر وإتيان خبر بعده كانت أوكد من سائر التوكيدات ؛ فحسن وضعها موضع " إن " .

وقيل : الجواب محذوف ؛ أي : والقرآن المجيد ، ما الأمر كما يقول هؤلاء . أو : الحق ما جاء به النبي ، صلى الله عليه وسلم .

وقال الفراء في قوله تعالى : إذا السماء انشقت ( الانشقاق : 1 ) جوابه محذوف ، أي : فيومئذ يلاقي حسابه .

[ ص: 264 ] وعن قتادة أن جوابه : وأذنت لربها وحقت ( الانشقاق : 2 ) يعني أن الواو فيها بمعنى السقوط ، كقوله تعالى : فلما أسلما وتله للجبين وناديناه ( الصافات : 103 - 104 ) أي : ناديناه .

التالي السابق


الخدمات العلمية