الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              5030 (19) باب إغراء الشيطان بالفتن

                                                                                              [ 2844 ] عن جابر ، قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ، ولكن في التحريش بينهم .

                                                                                              رواه أحمد (3 \ 313) ، ومسلم (2812) ، والترمذي (1938).

                                                                                              [ ص: 310 ]

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              [ ص: 310 ] و (قوله : " إن الشيطان قد يئس من أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ") يعني - والله أعلم - أن المسلمين في جزيرة العرب ما أقاموا الصلاة فيها وأظهروها ، لم يظهر فيها طائفة يرتدون عن الإسلام إلى عبادة الطواغيت والأوثان ، فإذا تركوا الصلاة وذهب عنهم اسم المصلين ، فإذ ذلك يكونون شرار الخلق ، وهذا إنما يتم إذا قبض الله تعالى المؤمنين بالريح الباردة المذكورة في حديث عبد الله بن عمرو ، رضي الله عنهما . وحينئذ يتمثل لهم الشيطان فيقول لهم : ألا تستجيبون ؟ فيقولون : فماذا تأمرنا ؟ فيأمرهم بعبادة الأوثان ، وحينئذ تضطرب أليات دوس حول ذي الخلصة ، وتعبد اللات والعزى . والله أعلم ، وقد تقدم القول في جزيرة العرب .

                                                                                              و (قوله : " ولكن في التحريش بينهم ") أي : في الخلاف والشرور والعداوة والبغضاء بينهم ، حتى تكون من ذلك أمثال تلك الفتن العظيمة والخطوب الجسيمة .




                                                                                              الخدمات العلمية