الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                            ( يوم يبعثهم الله جميعا فينبئهم بما عملوا أحصاه الله ونسوه والله على كل شيء شهيد ألم تر أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض ) .

                                                                                                                                                                                                                                            ( يوم يبعثهم الله جميعا فينبئهم بما عملوا أحصاه الله ونسوه والله على كل شيء شهيد )

                                                                                                                                                                                                                                            "يوم" منصوب بـ"ينبئهم" ، أو بـ"مهين" ، أو بإضمار "اذكر" تعظيما لليوم . وفي قوله : ( جميعا ) قولان :

                                                                                                                                                                                                                                            أحدهما : كلهم لا يترك منهم أحد غير مبعوث .

                                                                                                                                                                                                                                            والثاني : مجتمعين في حال واحدة ، ثم قال : ( فينبئهم بما عملوا ) تخجيلا لهم ، وتوبيخا وتشهيرا لحالهم الذي يتمنون عنده المسارعة بهم إلى النار ، لما يلحقهم من الخزي على رءوس الأشهاد .

                                                                                                                                                                                                                                            وقوله : ( أحصاه الله ) أي أحاط بجميع أحوال تلك الأعمال من الكمية والكيفية والزمان والمكان ; لأنه تعالى عالم بالجزئيات ، ثم قال : ( ونسوه ) لأنهم استحقروها ، وتهاونوا بها; فلا جرم نسوها ( والله على كل شيء شهيد ) أي مشاهد لا يخفى عليه شيء البتة .

                                                                                                                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                            الخدمات العلمية