الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                باب ميراث الكلالة

                                                                                                                1616 حدثنا عمرو بن محمد بن بكير الناقد حدثنا سفيان بن عيينة عن محمد بن المنكدر سمع جابر بن عبد الله قال مرضت فأتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر يعوداني ماشيين فأغمي علي فتوضأ ثم صب علي من وضوئه فأفقت قلت يا رسول الله كيف أقضي في مالي فلم يرد علي شيئا حتى نزلت آية الميراث يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                قوله : ( عن جابر : مرضت فأتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر يعوداني ماشيان ) هكذا هو في أكثر النسخ ( ماشيان ) وفي بعضها ( ماشيين ) وهذا ظاهر ، والأول صحيح أيضا وتقديره : وهما ماشيان .

                                                                                                                وفيه فضيلة عيادة المريض ، واستحباب المشي فيها .

                                                                                                                قوله : ( فأغمي علي فتوضأ ثم صب علي من وضوئه فأفقت ) الوضوء هنا بفتح الواو الماء الذي يتوضأ به ، وفيه التبرك بآثار الصالحين وفضل طعامهم وشرابهم ونحوهما ، وفضل مؤاكلتهم ومشاربتهم ونحو ذلك .

                                                                                                                وفيه ظهور آثار بركة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، واستدل أصحابنا وغيرهم بهذا الحديث على طهارة الماء المستعمل في الوضوء والغسل ، ردا على أبي يوسف القائل بنجاسته ، وهي رواية عن أبي حنيفة ، وفي الاستدلال به نظر ; لأنه يحتمل أنه صب من [ ص: 230 ] الماء الباقي في الإناء ، ولكن قد يقال : البركة العظمى فيما لاقى أعضاءه صلى الله عليه وسلم في الوضوء . والله أعلم .

                                                                                                                قوله : ( قلت : يا رسول الله كيف أقضي في مالي ؟ فلم يرد علي شيئا حتى نزلت آية الميراث يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة ) وفي رواية : فنزلت يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين وفي رواية : ( نزلت آية الميراث ) . فيه جواز وصية المريض وإن كان يذهب عقله في بعض أوقاته بشرط أن تكون الوصية في حال إفاقته وحضور عقله ، وقد يستدل بهذا الحديث من لا يجوز الاجتهاد في الأحكام للنبي صلى الله عليه وسلم ، والجمهور على جوازه ، وقد سبق بيانه مرات ، ويتأولون هذا الحديث وشبهه على أنه لم يظهر له بالاجتهاد شيء ، فلهذا لم يرد عليه شيئا رجاء أن ينزل الوحي .




                                                                                                                الخدمات العلمية