الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      ابن كادش

                                                                                      الشيخ الكبير أبو العز أحمد بن عبيد الله بن محمد بن عبيد الله بن محمد بن أحمد بن حمدان بن عمر بن إبراهيم بن عيسى ابن صاحب النبي صلى الله عليه وسلم عتبة بن فرقد السلمي العكبري ، المعروف بابن كادش ، أخو المحدث أبي ياسر محمد .

                                                                                      ولد في صفر سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة ، وطلب الحديث وقرأ على المشايخ ، ونسخ بخطه الرديء المعقد جملة ، وجمع وخرج .

                                                                                      سمع أبا الطيب الطبري ، وأقضى القضاة أبا الحسن الماوردي ، وأبا محمد الجوهري ، وأبا علي محمد بن الحسين الجازري ، وأبا طالب العشاري ، وأبا الحسين ابن النرسي ، وعدة .

                                                                                      سمع منه ابن ناصر ، والسلفي ، وأبو العلاء الهمذاني ، وأبو القاسم بن عساكر ، ومعمر ابن الفاخر ، وأبو موسى المديني ، وهبة الله [ ص: 559 ] بن السبط ، وعبد الله بن عبد الرحمن بن أيوب الحربي ، وآخرون .

                                                                                      قال ابن النجار : كان ضعيفا في الرواية ، مخلطا كذابا ، لا يحتج به ، وللأئمة فيه مقال .

                                                                                      قال السمعاني : كان ابن ناصر يسيء القول فيه .

                                                                                      وقال عبد الوهاب الأنماطي : كان مخلطا .

                                                                                      وقال ابن ناصر : لم يسمع كل كتاب " الجليس " من أبي علي الجازري ، قال السمعاني : فذكرت هذا لأبي القاسم الدمشقي ، فأنكره غاية الإنكار ، وقال : كان صحيح السماع ، ورأيت سماعه لهذا الكتاب في الأصل مثبتا ، وأثنى على أبي العز .

                                                                                      ثم قال السمعاني : سمعت ابن ناصر يقول : سمعت إبراهيم بن سليمان يقول : سمعت أبا العز ابن كادش يقول : وضعت حديثا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأقر عندي بذلك .

                                                                                      قال عمر بن علي القرشي : سمعت أبا القاسم علي بن الحسن الحافظ يقول : قال لي ابن كادش : وضع فلان حديثا في حق علي ، ووضعت أنا في حق أبي بكر حديثا ، بالله أليس فعلت جيدا ؟ قلت : هذا يدل على جهله ، يفتخر بالكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم .

                                                                                      قال ابن النجار : رأيت له كتابا سماه " الانتصار لرتم القحاب " فيه أشعار ، فيقول : أنشدتني المغنية فلانة ، وأنشدتني ستوت المغنية [ ص: 560 ] بأوانا وقد قرأه عليه ابن الخشاب .

                                                                                      قال مرة : ولدت سنة اثنتين وثلاثين ، وسئل مرة ، فقال : سنة إحدى وثلاثين .

                                                                                      وقال يوسف الدمشقي : سألته ، فقال : سنة خمس وثلاثين .

                                                                                      وقال الصائن بن عساكر : سألته فقال : في المحرم سنة سبع وثلاثين .

                                                                                      مات في جمادى الأولى سنة ست وعشرين وخمسمائة . وفيها مات الملك الأكمل أحمد ابن أمير الجيوش بمصر ، وتاج الملوك بوري ابن الأتابك طغتكين صاحب دمشق والمحدث الحسين بن محمد بن خسرو ببغداد وفقيه المغرب أبو محمد عبد الله بن أبي جعفر المرسي المالكي وعبد الكريم بن حمزة السلمي وشيخ الحنابلة أبو الحسين محمد ابن القاضي أبي يعلى وأبو علي منصور بن الخير المالقي .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية