الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              4981 (3) ومن سورة آل عمران

                                                                                              [ 2856 ] عن أبي سعيد الخدري أن رجالا من المنافقين في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا إذا خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى الغزو تخلفوا عنه وفرحوا بمقعدهم خلاف رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإذا قدم النبي صلى الله عليه وسلم اعتذروا له وحلفوا ، وأحبوا أن يحمدوا بما لم يفعلوا ، فنزلت : لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب [ آل عمران : 188 ]

                                                                                              رواه البخاري (4567) ، ومسلم (2777) .

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              (3) ومن سورة آل عمران

                                                                                              (قوله " تخلفوا عنه ، وفرحوا بمقعدهم " ) ، تخلفوا : تأخروا . والمقعد : القعود . وحديث أبي سعيد هذا يدل على أن قوله تعالى : لا تحسبن الآية - نزلت في المنافقين ، وحديث ابن عباس الذي بعده يدل على أنها نزلت في أهل الكتاب ، ولا بعد في ذلك لإمكان نزولها على السببين لاجتماعهما في زمان واحد ، فكانت جوابا للفريقين ، والله تعالى أعلم .

                                                                                              والمفازة : الموضع الذي يفاز فيه من المكروه .

                                                                                              [ ص: 324 ] و (قوله : لا تحسبن ) ; أي : لا تظنن ، أي : لتعلموا أنهم غير فائزين من عذاب الله لأنهم كتموا الحق وأحبوا أن يحمدوا به ; أي : يثنى عليهم بأنهم عليه . و " الذين " فاعل لـ " تحسبن " ، ومفعولاها محذوفان لدلالة " تحسبنهم " عليه ، وهذا نحو قول الشاعر :


                                                                                              بأي كتاب أم بأية سنة ترى حبهم عارا علي وتحسب ؟

                                                                                              اكتفى بذكر مفعولي الفعل الواحد عن ذكر مفعولي الثاني ، وهذا أحسن ما قيل فيه .

                                                                                              و (قوله " واستحمدوا بذلك عنده ") ; أي : طلبوا أن يحمدوا .




                                                                                              الخدمات العلمية